تتجه الأنظار إلى تحركات موفد الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان التي بدأها اليوم (الثلاثاء) في بيروت بلقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، وما ستؤول إليه الزيارة الثالثة وربما الأخيرة له في هذا الملف بعد صدور قرار رئاسي فرنسي بتعيينه رئيسا لوكالة التنمية الفرنسية في العُلا بالمملكة العربية السعودية بدءاً من أكتوبر القادم. فما هو التأثير السلبي والإيجابي لهذه الزيارة على أزمة انتخاب رئيس للبنان؟ وهل جاء لودريان في زيارة وداعية، أم أتى ليجلس مستمعاً إلى الأطراف المتناحرة، أو أنه يحمل معه صيغة جديدة قد تحرك المياه الراكدة؟. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبعد لقائه الموفد الفرنسي، جدد التأكيد على أن بداية الحل للأزمة الراهنة في لبنان تقضي بانتخاب رئيس جديد وإتمام الإصلاحات الاقتصادية، خصوصا المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي. بدوره، قال لودريان إنه جاء إلى لبنان لإكمال مهمته، ولن يبدي رأيا قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيقوم بها. وأعرب عن أمله في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بداية مسار الحل. من جهته، قال بري بعد اللقاء: إن وجهات النظر متطابقة مع لودريان بألا سبيل إلا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي وهذا ما هو متاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان. يذكر أن رئيس البرلمان وعشية وصول لودريان نفى تجميد مبادرته، وقال: «على العكس هي قائمة ومستمرّة وتتكامل مع المبادرة الفرنسية، والمبادراتان تكملان بعضهما وجوهرهما واحد وهو الحوار والتوافق لانتخاب رئيس للجمهورية»، مضيفا: أنتظر زيارة لودريان، وأتوقّع أن يتم دمج مبادرتي مع مبادرته للوصول إلى النتيجة الإيجابية المتوخاة عبر الحوار والتوافق. ومن المقرر أن تشمل زيارة المبعوث الفرنسي كلا من قائد الجيش العماد جوزيف عون، رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. ويجتمع لودريان غدا (الأربعاء) بمجموعة من النواب التغييريين والمستقلين في قصر الصنوبر، لمناقشة الأزمة وسبل حلها.