تواصل الحكومة الإثيوبية عملية الملء الرابع لسد النهضة، وهو ما يمثل تهديداً لمصر والسودان، لحرمانهما من حصة المياه الواردة إليهما من أديس أبابا، وهو ما أكد عليه خبير الموارد المائية أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، خصوصاً بعد وصول التخزين إلى المليار الخامس عشر في الملء الرابع لسد النهضة، ووصول منسوب بحيرة السد إلى 617 مترا فوق سطح البحر. وقال شراقي في تصريحات له اليوم (الخميس) إن انهيار السد سيكون طوفانا على السودان، وجميع المدن والقرى على طول النيل الأزرق والرئيسي حتى أسوانجنوبالقاهرة، لكون صخور السد رغم أنها نارية ومتحولة إلا أنها شديدة التحلل والتشقق، ليس هذا فقط بل إن إثيوبيا تعد الأولى عالميا في شدة انجراف التربة والإطماء، مبيناً أن عملية التخزين الرابع، التي بدأت 14 يوليو الماضي، سيصبح معها إجمالي التخزين نحو 32 مليار متر مكعب. ويستمر التخزين الرابع حتى أوائل سبتمبر، لكون مياه الأمطار تسقط بغزارة في «يوليو-أغسطس-سبتمبر»، ويصل متوسط التصرف اليومي إلى أكثر من 600 مليون متر مكعب، مما يشكل فيضانات شديدة. وأكد شراقي أن هدف إثيوبيا وصول سعة السد إلى 74 مليار متر مكعب، وليس11 مليار متر مكعب كما كانت تؤكد في البداية. وعن إمكانية انهيار سد النهضة بسبب سعة الملء قال شراقي: انهيار سد النهضة طوفان على السودان، مثلما حدث في تدمير سدوده الثلاثة بخزاناتها عام 2011 وأدى إلى غرق المدن والقرى على طول النيل الأزرق، مطالباً الحكومة السودانية بالتحرك لمواجهة مثل تلك الأخطار المدمرة، والتكاتف سوياً في المطالبة بوقف عملية الملء الرابع للسد، والتأكد من سلامة السد، خصوصاً أن أديس أبابا تنتشر بها ظاهرة الانزلاقات الأرضية وتساقط الصخور، كما أنها من أكثر الدول الأفريقية نشاطا للزلازل.