توقع خبير المياه الأستاذ بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي أن يؤدي الصراع السوداني إلى تعقيد أزمة سد النهضة بين دول المصب وإثيوبيا، وعدم الوصول إلى بر الأمان، وتعثر استئناف المفاوضات، مرجحاً استغلال إثيوبيا الوضع في السودان بزيادة تخزين المياه عما كان مخططا له، وهو أمر خطير على دولتي المصب. وقال خبير المياه ل«عكاظ»: الأمر سوف يصل إلى أبعد من ذلك، وهو احتلال إثيوبيا بعض الأراضي السودانية، بزعم أنها أراض إثيوبية، استولت عليها السودان أثناء الحرب الأهلية بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وحكومة التيجراي، رغم أن الأراضي سودانية خالصة. وأضاف: أديس أبابا دائماً تستغل الظروف السياسية التي مرت بها دولتا مصر والسودان لصالحها، بدءاً من استغلال أحداث عام 2011 ببناء السد على أراضيها، وفي البداية كانت مساحة تخزينه 11 مليار متر مكعب، وتتجه حالياً إلى تعليته إلى 74 مليار متر مكعب، منتهزة حالة ضعف الدولة المصرية في ذلك الوقت، كما انتهزت وضع السودان أثناء وبعد إقالة الرئيس السوداني السابق عمر البشير، ولذا ستقوم حاليا باستغلال الأحداث بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأشار إلى أنه في المفاوضات تفرض إثيوبيا نفسها وشروطها، وكانت القاهرة تريد خبراء أجانب لحسم الخلاف، ومكتبا محايدا لعمل دراسات حول جسم السد، لكن أديس أبابا رفضت التدخل الدولي، زاعمة أنه لا يصح بعد كل تلك السنوات أن نبدأ من نقطة الصفر من جديد فى التفاوض. وتوقع خبير المياه المصري أن تبدأ إثيوبيا المرحلة الرابعة من ملء السد خلال شهور الصيف وموسم الأمطار ما بين أشهر يوليو حتى سبتمبر وربما حتى منتصف أكتوبر وهذا ستتخلله تعلية السد وبقدرها يكون التخزين، مشددا بالقول: على سبيل المثال لو قامت بالتعلية 10 أمتار سوف تقوم بتخزين 8 أمتار من المياه، ولو علّت 20 سوف تقوم بتخزين 18 مترا، والاتجاه العام هو تعلية 20 مترا، ووصلت حالياً إلى 50% من التخزين الرابع مستفيدة من أحداث السودان. ولفت إلى أن أضرار مصر والسودان من الإصرار الإثيوبي على الملء الرابع دون تنسيق تتنوع ما بين مائية وسياسية وقانونية وبيئية وكلها خطيرة.