ذكر مشاركون في اجتماع جدة من أجل حل الأزمة الأوكرانية أن الاجتماع، الذي بدأ ليل الجمعة، اختتم أعماله ليل السبت، بعدما أدلى المشاركون ببيانات استغرقت ساعات، قبل أن يفتح الباب لنقاشات مسهبة مغلقة. ونجح الدبلوماسيون السعوديون في إقناع أربع من أبرز دول مجموعة «بريكس» إلى الاجتماع، وهي البرازيل، والصين، وجنوب أفريقيا، والهند. ونقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس عن مصدر أوروبي شارك في الاجتماع قوله إن مشاركة الصين في اجتماع جدة كانت «نشطة وإيجابية». لكن مندوب البرازيل مستشار الشؤون الخارجية للرئيس البرازيلي سيلسو أموريم قال، في بيانه أمام الاجتماع، إن أي مفاوضات حقيقية يجب أن تضم جميع الأطراف، بما فيها روسيا. وقال: على رغم أن أوكرانيا هي أكبر الضحايا، إلا أننا إذا كنا نريد السلام حقاً فلا بد أن نشرك روسيا في العملية بشكل أو آخر. وقال مندوب أوكرانيا إلى الاجتماع مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري يارماك إن مهمتنا تتمثل في توحيد العالم كله حول أوكرانيا. ويقول الجانب الأوكراني إن الغرض من اجتماع جدة هو جر عدد من البلدان إلى التداول في شأن الطريق المفضية إلى السلام، خصوصاً دول مجموعة «بريكس»، التي تضم روسيا أيضاً. وكل تلك الدول اتخذت موقفاً محايداً إزاء الأزمة الأوكرانية. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض الأمريكي إن مستشارالأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان مثّل واشنطن في اجتماع جدة. وقال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي ليل السبت، إن ممثلي 42 دولة شاركوا في اجتماع جدة. وأكد أن أوكرانيا سعت خلال الاجتماع إلى البحث عن قبول أوسع لخطة السلام التي اقترحتها بلاده من 10 نقاط، أهمها انسحاب روسيا من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها، بما في ذلك أراضي جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من جانب واحد في عام 2014. لكن روسيا من جانبها تمسكت بأن أي مفاوضات سلام يجب أن تضع في الحسبان «الواقع الجديد على الأرض». واعتبر مراقبون في لندن وبروكسل أمس، أن اجتماع جدة أكد أهمية الدبلوماسية السعودية، واستعداد المملكة العربية السعودية لتكون مفاوضاً محايداً في النزاع بين موسكو وكييف.