أوضحت الصين مراراً أنها تسعى إلى الحوار وتحقيق السلام في أوكرانيا. وقال أولكسندر سيمشيشين رئيس بلدية مدينة خميلنيتسكي في غرب أوكرانيا: "صفارات إنذار انطلقت في العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى خلال الليل، وإن صاروخا روسيا أسفر عن مقتل شخص واحد في خميلنيتسكي. وانطلقت صفارات انتهاء الخطر بعد الفجر". وأحجمت الصين، التي أعلنت عن تحالف "بلا حدود" مع روسيا قبل فترة وجيزة من بداية الغزو منذ عام، عن إدانة هجوم موسكو على أوكرانيا كان آخرها خلال اجتماع لمجموعة العشرين في الهند مطلع الأسبوع. ونشرت الصين يوم الجمعة في الذكرى السنوية الأولى لبدء الغزو خطة من 12 نقطة تدعو إلى وقف إطلاق النار والتهدئة التدريجية من كلا الجانبين محذرة من استخدام الأسلحة النووية، وقالت إن الصراع لا يصب في مصلحة أي طرف. وأبدت كييف موقفا متفهما بينما كررت التأكيد على أنه لا يمكن أن يحل السلام دون الانسحاب الروسي بالكامل -وهو أمر غير وارد بالنسبة لموسكو- لكن مقترحات بكين لم تجد صدى يُذكر بين مؤيدي أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي. وقالت الصين الاثنين إنها تواصل اتصالاتها مع جميع أطراف الأزمة بما في ذلك كييف، وإن موقفها واضح. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ في إفادة صحفية في بكين "محور المسألة هو الدعوة إلى السلام وتعزيز الحوار والتشجيع على إيجاد حل سياسي للأزمة". ويقول أعضاء حلف شمال الأطلسي إنهم يحاولون إثناء الصين عن تقديم مساعدات لروسيا، والتي ربما تشمل طائرات مسيرة. وتسعى القوات الروسية جاهدة إلى تحقيق مكاسب في شرق أوكرانيا بينما تتطلع كييف إلى شن هجوم مضاد بأسلحة غربية متقدمة من بينها دبابات قتالية حصلت على تعهدات بإمدادها بها خلال الأشهر المقبلة. وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز مطلع الأسبوع إن الوكالة تعتقد أن بكين تدرس تقديم مساعدة عسكرية لموسكو لكنها لم تتوصل بعد إلى قرار نهائي. كما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان لمحطة (سي.إن.إن) "المضي في هذا الطريق سيكون له تداعيات حقيقية على الصين". ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب في أوكرانيا بأنها معركة من أجل بقاء روسيا في مواجهة جشع الغرب، وأشاد الأسبوع الماضي بما قال إنه "آفاق جديدة" في العلاقات مع بكين مشيرا إلى أن نظيره الصيني شي جين بينغ سوف يزور موسكو قريبا. وقال بوتين لمحطة تلفزيون روسيا 1 الحكومية "لديهم هدف واحد: تفكيك الاتحاد السوفيتي سابقا ونواته الأساسية روسيا الاتحادية". لا فرار يرفض حلف شمال الأطلسي والغرب هذا الاتهام، ويقولان إن هدفهما من دعم كييف هو مساعدتها على منع استيلاء موسكو على أراضيها على غرار ما كانت تفعل أيام الإمبراطورية الروسية. وتصف روسياأوكرانيا، التي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، بأنها دولة مصطنعة. ويمنح وصف بوتين للحرب بأنها لمواجهة خطر وجودي لروسيا قدرا أكبر من الحرية إزاء أنواع من الأسلحة قد يستخدمها ذات يوم ومن بينها إمكانية استخدام القوة النووية. وقال دميتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق وحليف بوتين في تصريحات نُشرت الاثنين إن تزويد الغرب كييف بأسلحة يهدد بحدوث كارثة نووية عالمية. ورفض مستشار سياسي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الرواية الروسية. وكتب ميخايلو بودولياك على تويتر "عندما تتحدث روسيا الاتحادية عن صراع نووي هناك سؤالان: لماذا تهاجم دولة أخرى؟ وهل تطلب من العالم أن يمنحك الحق في قتل مواطني دولة أخرى بدون عقاب، وإذا هُزمت، فأنك تصرخ لا تلمسنا؟!".