فيما حذر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ من خطورة الحرب الاقتصادية المتصاعدة، أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي اليوم (الأربعاء) عن تقديره للجهود الأمريكية المنسقة مع المملكة العربية السعودية، والمجتمع الدولي، من أجل تجديد الهدنة الإنسانية والبناء عليها في صناعة السلام العادل والشامل القائم على مرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة وخصوصا القرار 2216. واطلع رئيس مجلس القيادة الرئاسي من الوسيط الأمريكي ليندركينج على نتائج اتصالاته مع القوى الإقليمية والدولية حول السبل الكفيلة لإطلاق عملية سياسية شاملة تضمن استعادة مؤسسات الدولة، وتمنع تكرار دوامات العنف، وتلبي تطلعات جميع اليمنيين في بناء المستقبل الآمن الذي يستحقونه. وناقش العليمي مع المبعوث الأمريكي الأزمة الإنسانية التي فاقمتها الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، وإجراءاتها الأحادية ضد انتقال الأفراد والسلع الأساسية بما في ذلك الغاز المنزلي، وأنشطة القطاع المصرفي، والتدخلات الدولية الملحة لاحتواء تداعيات هذا التصعيد، وردع المليشيا وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان. واستعرض اللقاء نتائج المحادثات الرئاسية الأخيرة مع وزير الخارجية الأمريكي إنتوني بلينكن، والتقدم الحذر في خطة الأممالمتحدة لمنع التسرب النفطي من الناقلة صافر. وأشاد المبعوث الأمريكي بتعاطي مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الجاد مع جهود السلام، والإجراءات المستمرة لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، بما في ذلك تسهيل رحلات نقل الحجاج عبر مطار صنعاء الدولي. من جهة أخرى، قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ اليوم:«رغم اتخاذ الأطراف لعدد من الخطوات الإيجابية، فقد اتخذت أيضاً للأسف خطوات إلى الوراء، إذ اشتدت الحرب الاقتصادية، واتخذ الطرفان تدابير تصعيدية وتدابير مضادة اقتصادية ما زاد من وقع الضرر على اقتصاد اليمن الذي يعاني أصلاً من التحديات، وكان لذلك كما نعلم جميعاً الأثر المدمر على الشعب اليمني في نهاية المطاف»، مضيفاً: «شهدنا حوادث مزعزعة للاستقرار على جبهات عدة، وإن كانت على مستويات أقل مما كانت عليه قبل الهدنة». وندد المبعوث الأممي خلال كلمة له في منتدى اليمن الدولي المنعقد في لاهاي بهولندا، بزيادة حدة الخطاب والتهديدات العلنية بالتصعيد واسع المدى، في إشارة إلى خطاب زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي أخيراً. وطالب المبعوث الأممي جميع الأطراف بالتحول من عقلية الرغبة بانتصار الطرف الواحد، إلى تغليب مصلحة اليمنيين واليمنيات ككل، والتحلي بالشجاعة والإحساس بالمسؤولية، مؤكداً أن الطريق نحو السلام سيكون طويلاً وصعباً ويتطلب تطبيق منهج تدريجيا نظراً لعمق غياب الثقة بين الأطراف. وأشار غروندبرغ إلى أن مكتبه يواصل بدعم من الشركاء الدوليين ومن مجهودات الحوار الإقليمية التي تشارك فيها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، الحوار مع جميع الأطراف لبلوغ اتفاق حول وقف لإطلاق النار مستدام في عموم اليمن، وكذلك للاتفاق على جملة من التدابير الاقتصادية وتدابير بناء الثقة لتحسين حياة الشعب اليمني واستئناف عملية سياسية يقودها اليمنيون.