لليوم الرابع على التوالي من انتهاء الهدنة الأممية في اليمن، ما زالت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، تنتهج أساليب التهديد والابتزاز للشعب اليمني والمجتمع الدولي برفض تمديد وتوسيع الهدنة، والتعامل باستخفاف وتعنت مع جهود ومساعي الوساطة الدولية والأممية، وطرح شروط مستحيلة وتعجيزية، في محاولة منها لاستغلال حرص الحكومة الشرعية اليمنية والمجتمع الدولي على الهدنة من أجل تحقيق أرباح ومكاسب كبيرة. وأعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج عن قلق بلاده إزاء رفض ميليشيات الحوثيين مقترح الأممالمتحدة لتمديد الهدنة في اليمن، مشيراً إلى أن هناك الآن"خيارين إما العودة إلى الحرب أو تمديد وتوسيع الهدنة" مؤكداً "أن التهديدات الحوثية ضد المنشآت النفطية والملاحة غير مقبولة للولايات المتحدة". وقال ليندركينج، في مؤتمر صحفي "عبر الهاتف" تابعته "الرياض" مساء الأربعاء، إن جماعة الحوثي المدعومة من النظام الإيراني طرحت شروطاً ومطالب وصفها ب"المتشددة والمستحيلة" في مفاوضات تمديد الهدنة الأممية في البلاد. وكشف أن كل القنوات لا تزال مفتوحة وأن المساعي الدبلوماسية الأمريكيةوالأممية مستمرة بشأن مفاوضات تمديد وتوسيع الهدنة بالنظر إلى حساسية المسألة، لكنه أبدى مخاوفه من أن تفشل المساعي المبذولة بسبب تشدد مواقف الحوثيين المدعومين من إيران، وإصرارهم على طرح مطالب مستحيلة. وفي حين أكد المبعوث الأمريكي على وجود التزام من الحكومة الشرعية اليمنية والتحالف العربي بتمديد وتوسيع الهدنة، دعا "قادة ميليشيات الحوثي إلى التعامل بمرونة أكبر، وأن يدركوا أن هناك سقفاً أعلى للمطالبات" في إشارة إلى رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية لنهج الابتزاز الذي تمارسه قيادة الحوثيين، وسياستها في التعامل مع الهدنة كصفقة تجارية مُربحة بعيداً عن كونها حاجة إنسانية للشعب اليمني. وأضاف ليندركينج "من المهم عودة الحوثيين للتفاوض وألا يعرضوا رواتب موظفي القطاع العام للخطر مقابل مطالبهم المستحيلة". كما أبدى "ثقته بإمكانية تمديد الهدنة ولكن في حال تراجع الحوثيون عن مطالبهم المتشددة". وعلى نحو يؤكد قناعة الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن قرار الحوثيين في إيران، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن في مؤتمره الصحفي، الأربعاء "نريد أن نرى تحركاً على الأرض يثبت الموقف الإيراني الإيجابي من محادثات اليمن" إلى ذلك قالت البعثات الأوروبية الدبلوماسية المعتمدة لدى اليمن، إن المطالب المتشددة من قبل مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران "لم تسهل مهمة المبعوث الأممي إلى البلاد هانس جروندبيرج، لتمديد الهدنة وتوسيعها". وأعرب رؤساء البعثات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء المعتمدة لدى اليمن، في بيان لهم "عن قلقهم البالغ إزاء عدم تمديد الهدنة في 2 أكتوبر بحسب اقتراح المبعوث الخاص للأمم المتحدة، وعن القلق العميق إزاء التهديدات الغير مقبولة من قبل الحوثيين بمهاجمة الشركات النفطية والشحن التجاري في البلدان المجاورة". وحثت البعثات الدبلوماسية الأوروبية "الحوثيين على الاعتدال في مطالبهم والتعاطي بشكل بناء مع المبعوث الأممي غروندبرغ، لتستمر الهدنة وتتطور إلى وقف فعال لإطلاق النار، مما يمهد الطريق لعملية شاملة تفضي إلى السلام في اليمن". وأشارت البعثات إلى أن "مقترح الهدنة المقدم من قبل المبعوث الأممي غروندبرغ، يتيح إمكانية تعزيز أثر الهدنة، ويشمل ذلك دفع مرتبات الموظفين المدنيين، ورحلات إضافية من وإلى صنعاء ودخول شحنات الوقود عبر ميناء الحديدة دون عوائق، مع أهمية إعادة فتح الطرق خاصة حول تعز. من شأن ذلك كله أن يحسن حياة ملايين اليمنيين". في السياق "أكدت المملكة المغربية رفضها الكامل لمنطق الابتزاز الذي تمارسه مليشيات الحوثي في تعاملها مع مسألة الهدنة والمس بأمن اليمن والشعب اليمني والاشتغال لصالح أجندات أجنبية وتهديد الأمن والسلم الإقليميين ليس فقط في اليمن، بل أيضا في بلدان عربية مجاورة". وقال وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اليمني، في العاصمة المغربية الرباط، الثلاثاء، إن "الهدنة بكل ما شابها من خروقات من الجانب الحوثي كانت إشارة إيجابية في ما يتعلق بأمن وطمأنينة وسلامة الشعب اليمني". وأكد بوريطة أن الموقف الحوثي في المفاوضات الجارية بشأن الهدنة "لا يخدم مصلحة اليمن واليمنيين، بل يخدم مصالح إيران بالدرجة الأولى، ويؤدي إلى التصعيد وإلى نسف المكاسب القليلة التي تحققت خلال الهدنة، كما يؤثر أيضا على سلامة بلدان عربية أخرى". وقال إن "إيران هي الراعي الرسمي لنشر الإرهاب والانقسامات في اليمن والعالم العربي" مؤكداً أن "المغرب يشجب بكل قوة التدخل الإيراني باليمن وفي الشؤون الداخلية العربية". ودعا وزير الشؤون الخارجية المغربي، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التعامل مع الهجمات الحوثية والإرهابية التي تستهدف المملكة العربية السعودية والإمارات "كأعمال إرهابية لجماعة لا تراعي سلامة اليمن ومصالح اليمنيين، وإنما تشتغل وفق أجندات يدعمها بالأساس الطرف الإيراني".