دخلت الحرب في السودان شهرها الثاني، ولا تزال الأحداث تتوالى في البلاد، خصوصاً بعد قرار رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للقوات المسلحة الفريق الأول الركن عبد الفتاح البرهان تعيين نواب له، وإعفاء نائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) من منصبه، وتجميد أرصدة الدعم السريع في البنوك بالداخل والخارج، وسط تساؤل حول مصير قوات الدعم السريع خلال الأيام القادمة، في ظل تقليم الأظافر لتلك القوات السودانية. ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي في حديثه ل«عكاظ» أن القرارات التي أصدرها البرهان خلال الساعات الماضية ضد حميدتي -التي من بينها إعفاؤه من منصبه العسكري، ومن وقبلها تجميد أموال قوات الدعم السريع- هي محاولة من جانب الجيش السوداني للسيطرة على البلاد، وجعل المكون العسكري في يد الجيش، ونزع المشروعية الدستورية لتلك القوات، ورفع الغطاء السياسي عنه أيضا، وهي خطوات ربما تؤدي إلى تصاعد العنف في إقليم دارفور المسيطر عليه قائد المليشيا محمد حمدان دقلو. وقال فهمي: إن القصد من تلك القرارات هو إرسال رسالة إلى الشعب السوداني بأن أمور البلاد السياسية والأمنية فى يد الجيش، فضلاً عن إرسال رسالة أخرى إلى قوات الدعم السريع بترك السلاح وترك الحرب والانخراط مع قوات الجيش، مطالباً القوى السياسية السودانية بالكامل بالالتزام بالهدنة وصوت الحق، وما تم التوصل إليه من اتفاق فى جدة أخيراً، قبل أن تتحول البلاد إلى حرب أهلية وكتلة من النيران وسيكون في النهاية خراب ودمار السودان بالكامل. ومن جانبها، قالت الخبيرة في الشؤون الأفريقية أسماء الحسيني ل«عكاظ» إن الوضع بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو وصل لمرحلة اللاعودة، وبالتالي ما قام به الأول من قرارات سيادية الهدف منه السيطرة على الأحداث داخل السودان، ومحاولة لتقليم أظافر قوات الدعم السريع لعدم تمددها داخل البلاد، كما يعد بمثابة تقوية للجبهة الداخلية، وإعطاء رسائل للمجتمع الدولي بأن قوات الدعم السريع هي قوات متمردة، كما أن تعيين الفريق مالك عقار بديلاً ل«حميدتي» يعد اختيارا موفقا، لعلاقته القوية بالكثير من الدول الأفريقية خصوصاً المجاورة للسودان. وأشارت إلى أن ما يطلبه الشعب السوداني في هذا الظرف الحرج الذي تمر به بلادهم هو وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات لإنهاء تلك الحرب في أقرب وقت.