حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أن السودان يعيش اليوم في مفترق طرق، مشددا على أنه لا يجب السماح بأن يستفحل الصراع الحالي أو أن يتحول بفعل التدخلات أو حتى بدونها إلى جولة أولى في حرب تقسم السودان إلى أقاليم متناحرة. وأكد أبو الغيط في كلمته أمام الاجتماع الوزراي العربي اليوم (الأحد) أن هذا الأمر يحمل مخاطر جمة، معربا عن ثقته في أن الدول العربية لن تدخر وسعاً لمساندته على مواجهة تحدياته الصعبة للعبور نحو مستقبل أفضل. وأعلن الأمين العام دعمه للمبادرة السعودية الأمريكية بإطلاق مفاوضات – غير مباشرة – بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مطالبا بضرورة التمسك بهذه الفرصة وتغليب مصلحة الوطن على ما عداه والانخراط الجدي في المحادثات بما يعيد الاستقرار إلى السودان، ويحفظ المؤسسات القومية ويصون سيادته. وقال: نجتمع اليوم في ظل وضع غير مسبوق في تاريخ السودان الحديث، فقد صارت العاصمة السودانية الخرطوم منذ 15 أبريل الماضي ساحة لمعارك دامية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أسفرت عن سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وتدفق عشرات الآلاف من النازحين ومثلهم من اللاجئين إلى دول مجاورة. وأضاف أبو الغيط: 23 يوماً من المعارك الدامية في العاصمة الخرطوم، و4 سنوات قبلها منذ أبريل عام 2019 من التناحر السياسي حالت دون التوصل إلى آليات انتقالية مناسبة متفق عليها تسمح بتحقيق تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية والازدهار. ولفت الى مشاركة الجامعة العربية في اجتماعات مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لمناقشة الأزمة السودانية يومي 20 أبريل و2 مايو، وهي منظمات ينتمي إليها السودان، ومعنية كذلك بالمساهمة في معالجة أوضاعه.