«محمد عبده صانع الأغنية السعودية»، هكذا قالها فنان العرب عن نفسه في برنامج «الليوان»، مزهواً بتاريخه وما قدمه بكل فخر وبلا تواضع كما يقول، صرح بذلك وهو يعلم يقيناً بوجود عمالقتها طلال مداح وطارق عبدالحكيم وفوزي محسون وعبدالله محمد من قبله، وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله وغيرهما من بعده، مجيراً إلى نفسه قوام هذه الأغنية لصالحه ودون اعتبار لأحد. وعلى أن محمد عبده غنيٌّ عن الأضواء بتصريحات صاخبة، وهو الذي يبسط جناحيه بفنه وعملقته على الساحة، لكنه اعتاد في كل موسم رمضاني على تصريحات جدلية مثيرة ينقسم حولها حتى جمهوره، هناك من يراه حقّاً مشروعاً للاعتزاز بما قدم، وهناك من يراها داء العظمة، وآخرون يرونها نرجسية في غير محلها؛ لأنه أتى بعد أن نهضت الأغنية بطلال مداح وطارق عبدالحكيم وغيرهما قبل أن يصل إلى مسارح الغناء. قبل عام طال فنان العرب نقد لاذع إزاء سخريته من ألحان وأعمال العملاقين طلال مداح وأبو بكر سالم ليخرج بعدها معتذراً، ليعود اليوم وينسف كل جهودهما في صناعة الأغنية، ليعلنها صريحة «أنا من صنع الأغنية السعودية»! تصريحات فنان العرب أصبحت كالعيد في كل عام تتكرر ولكن بلون وجدل مستمر. وظهر محمد عبده في أول رمضان في حوار تلفزيوني عبر قناة الراي، ثم بعدها بيوم أطل عبر روتانا، في زخم غير مألوف لفنان العرب وعملاق الأغنية محمد عبده.