تفوح رائحة الحب من قصائدهم وفي أغانيهم، عندما نسمعهم نتذكر البوم الصور القديم الجديد، فكل صورة في ذلك الألبوم تذكرنا بتفاصيل موقف أفرحنا وآخر كان حزيناً، هكذا هي أغانيهم تفرحنا وتبكينا، وتختبر محبتنا لمن حبهم مع كل عام يرتحل. هم أصدقاء العشاق ومناصرو شهداء الواجب والوطن في آن، كان لهم الدور في إثراء عوالم الفن والتأثير في المنتمين إليه والجماهير أيضاً. بدأ تأثيرهم في العروس جدة وشاع في الوطن العربي بأكمله، نجحوا في أرشفة ثقافتهم التقليدية من الشعر النبطي والغنائي والمقامات الغنائية والإيقاعات الفنية والفلكلورية. إبراهيم خفاجي وثريا قابل وصالح جلال وفوزي محسون وطارق عبدالحكيم ومحمد عبده وطلال مداح وعبادي الجوهر، هؤلاء هم المؤثرون في صناعة الأغنية الحجازية التي أثرت في الأغنية السعودية والعربية بعد ذلك. وقاد التأثير إبراهيم خفاجي كاتب النشيد الوطني السعودي وملك الأغنية العاطفية ذات الطابع السهل الممتنع بلكنتها الحجازية التي تأثر بها المحاكون لأسلوب خفاجي في بداياتهم الشعرية عندما كانت الأغنية الحجازية المتربعة على عرش الساحة الغنائية السعودية. ولم يقف خفاجي عند هذا الحد بل امتد تأثيره إلى الآخرين في مقدمهم مهندس الكلمة الأمير بدربن عبدالمحسن الذي تأثر بأغنية عيونك لغيري لاتوريها، فكتب يقول: "يقولوا تغير الأحوال وأنا أقول القمر ماغاب". ولكن لقاء العملاق خفاجي بالعملاق محمد عبده كان الأكثر ملامسة لقلوب العشاق بداية بأغنية"ماني صاحب صنعتين"و"ما في داعي"و"أشوفك كل يوم"ورائعته"لنا الله"و"ياليت العمر يتوقف". خفاجي حال من الثورة الغنائية التي لم تبق شبراً من الوطن إلا وعانقته بعاطفتها وعشقها لتلمس المفاتن فغنى لصبيا وقرى وقبائل الجنوب ثم أطلق اوبريت الجنادرية لجميع المدن السعودية بعنوان"عرائس خمس يحيوا النفس". ولخفاجي في الإبداع شركاء في مقدمهم ثريا قابل الشاعرة الحجازية المعروفة صاحبة القصيدة الخجولة والبسيطة لكنه عميقة المعنى كان لقاؤها مع العملاق طلال مداح في أغنية تزينت بالراء الطلالية وغنج كلمات ثريا إذ تقول في تلك الأغنية :"تمنيت من الله تبقى معي يا حبيبي تمنيت من الله يجعلك حظي ونصيبي" ولم يقتصر تأثير ثريا قابل بتعاونها مع طلال مداح بل تعدى إلى محمد عبده وعبادي الجوهر ونادية لطفي، ولعل ذلك ماخلق حالاً من التكامل الفني ذلك الوقت والتنافس أيضاً في ظل وجود شاعر عملاق بقامة صالح جلال صاحب الأغنية التي أصبحت بمثابة الصلح بين العشاق بعد المعاتبة يقول صالح جلال :"سبحانه وقدرو عليك وخلوك تنسى احبابك" أما محمد عبده وطلال مداح وعبادي الجوهر فكان لهم دور لافت في التأثير والتوثيق لا يقدمه إلا من يملك أحاسيسهم المرهفة فعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً وهم يشدون بكلمات اولئك الشعراء سابرين بذلك أغوار قصص العشاق في هذه المدينة العروس قبل غيرها.