ثمّن عدد من الأخصائيين وأفراد المجتمع التحرك الذي أصبح ملحوظاً في تتبع بعض ممارسات مشاهير السناب شات والتي تقوم على عدم احترام الذوق العام، أو مراعاة القيم المجتمعية، أو التصريح ببعض العبارات الخادشة، وذلك من خلال وضع ممارسات مشاهير السناب شات تحت المجهر، داعين إلى ضرورة أن يكون هناك ما ينظم هذه العلاقة بين المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي وبين المجتمع الذي يتواصلون معه بشكل يتخذ وضع أنظمة صارمة وواضحة تحدد ما يجب وما لا يجب، من خلال المؤسسات المعنية، أو التي لها دور في ضبط المعايير القيمية والمجتمعية والأمنية، متوقعين أن يكون لسلسلة هذه التحركات والتي أصبحت تظهر بقوة في محاسبة مشاهير السناب شات من قبل الجهات الأمنية والمعنية دور كبير في تصحيح الكثير من الممارسات التي لم تكن مقبولة أو مستحبة، والتي تدعو إلى التسطيح الفكري والمجتمعي وإلى التساهل في كل ما يمس ثوابت المجتمع من منطلق الحرية الكبيرة التي يتصف بها "السنابيين"، والذين لا يدركون أهميتها وحدودها. أصداء ومتابعون وأيّدت نوال الجرس -مشرفة أمن في قطاع حكومي- وضع نظام ينص على مواد وضوابط يُنظم علاقة المشاهير في السناب شات بالمجتمع، مضيفةً أن المشكلة التي بدأت تتفاقم هي أن الكثير من السنابيين أصبحوا يتكلمون بما يشاؤون ويضعون أنفسهم موضع الإعلامي المشهور الذي يحق له أن يتحدث عن أي موضوع، بل وينظّر كما يشاء، مبينةً أن المشكلة الكبيرة أن الكثير منهم خرج من دائرة سطحية، فليس لديه تعليم وليس له هوية ثقافية، كما أنه جاء من منطلق المحاولات المتكررة للظهور عبر السناب شات، ثم فجأة وجد له أصداء ومتابعين من قبل البعض، فأصبح مشهوراً، وهذه الشهرة يدعمها المسطحون ذاتهم الذين يجدون في هذا السنابي شيئاً مما يحبون. برامج بديلة ورأت مشاعل صقر -مشرفة تربوية- أن مشاهير السناب والذين يخرجون في كل وقت ويضعون أحاديثهم وتحركاتهم، أصبحوا يشكلون خطراً كبيراً على فكر المجتمع، لاسيما من المراهقين والمراهقات، فربما يكون فتح باب رزق جيد للبعض ممن استغله بشكل جيد ومفيد، إلاّ أن هناك الكثير من الممارسات التي لابد أن تتبع، وأن يتم إيقافها ومحاسبتها من الجهات الأمنية ومن المؤسسات المجتمعية، كفتاة من المشاهير تضع أحمر الشفاة بطريقة غير مقبولة، وهناك من يتحدث عن أهمية وطرق المساج بالزيوت العطرية، فيما لا يتردد الكثير منهم أن يتحدث بألفاظ نابية ويطلق السباب والشتائم على البعض ممن يكتبون له تعليقات لا تعجبه، حتى أصبحت الساحة واسعة ومفتوحة، مقترحةً نظاماً يضم مواد محددة توضح ما يجب وما لا يجب، مع فرض العقوبات الرادعة لجميع الممارسات التي لا تقبل في السياق المجتمعي، ومن خلال المنظور الأخلاقي وقبل كل شيء الديني، مشيرةً إلى أن الكثير استسهل هذه المواقع الإلكترونية ووضع نفسه موضع الحكيم الذي يفتي ويدلي برأيه، متأسفةً أن هؤلاء هم من يجدون له ملايين المتابعين، مما يعكس مستوى السطحية المتفشية في المجتمع، والتي يجب أن نتغلب عليها من خلال برامج بديلة تعمق التفكير والإبداع وإخراج الحياة اليومية من التفاصيل الساذجة إلى تفاصيل أعمق وأهم في بناء الإنسان. تعميق التفاهة وثمّنت هديل البوعلي -مهتمة بالبرامج التعليمية- الخطوة التي بدأت تتخذها الجهات الأمنية من تتبع ما يقال وما يقدم في السناب شات، وقد بدى واضحاً أن هناك محاولة جادة من أجل إيقاف الممارسات غير اللائقة، والتي لا تتناسب مع القيم والأخلاق الدينية والذوق العام، فكانت هناك العديد من الإيقافات والمحاسبات لبعض المشاهير الذين كانوا يظنون أن المسألة مفتوحة وليس هناك رقيب أو حسيب، مشددةً على ضرورة أن يتم وضع مثل هذه البرامج التي يتخذها المشاهير وسيلة للشهرة والظهور ضمن نظام يحكمها وينظمها من خلال ضوابط وعقوبات حتى لا تكون المسألة مفتوحة لكل من رغب في أن يقول ويفعل ما يفعله يستطيع فعل ذلك، لا سيما في ظل التأثير الذي أصبح واضحاً على أفراد المجتمع من خلال انتشار الكثير من المقاطع غير المقبولة، والتي تعمق من التفاهة في المجتمع، حتى أصبح هناك عبارات انتشرت بين أفراد المجتمع مأخوذة من واقع السناب شات الذي يروّج لمثل هذه العبارات والتي تحمل مفهوماً سلبياً. خطوة مهمة وقالت نادية الصالح -خبيرة اجتماعية-: إن سن عقوبات ونظام يضع ممارسات مشاهير السناب تحت طائلة المساءلة في حال فعل أو نشر ما يسيء للمجتمع خطوة مهمة جداً، حيث أصبحنا نسمع ونشاهد الكثير من الخطوات التي اتخذت بحق بعض المشاهير من الإيقافات ومن المحاسبة بعد أن ارتكبوا بعض المخالفات، ومثل هذه الخطوة جيدة وستكون مثمرة فيما لو وضع لها نظام صارم يحميها ويحدد شكل الظهور للمشاهير وأحقية الظهور، مضيفةً أن هناك الكثير من الأضرار التي أصبحت تكتسب من خلال هؤلاء المشاهير، متأسفةً أنهم مع مرور الزمن تحولوا إلى قدوة للشباب وللمراهقين، وهناك من البالغين من وقع أيضاً في دائرة التأثر والإعجاب لمثل هؤلاء، فنحن لسنا ضدهم، ولكن يجب أن يعي الفرد الدور الذي يقوم به في مجتمعه من خلال نشر كل ما يمثله ويمثل وطنه، وعلينا أن نستشعر جمعياً مسؤوليتنا المجتمعية، فالقيم والحفاظ على الموروث الاجتماعي يمثل ركيزة لابد من تبنيها من خلال ممارستنا وأفعالنا وما نطلقه من أفكار، متأسفةً مرةً أخرى أن الكثير من مشاهير السناب لا يعي تلك الخطورة في التأثير، فالمهم التسويق وجني المال، وما زاد من موقفهم قوة أن الكثير من المواقع والمتاجر والمؤسسات والشركات أصبحت تقدمهم كمشاهير من الإعلاميين المهمين، في حين أنهم مجرد أشخاص خرجوا في مقاطع فيديو وجدت تفاعلاً من قبل من يهمهم أمرهم من أفراد المجتمع، وغالباً ما يكونوا من فئة الشباب، مُشددةً على أن وجود نظام يحدد الواجبات والعقوبات والضوابط هو ما تحتاجه المرحلة الحالية.