لا تخافا أنتِ وهو؛ هي خلوة شرعية ولو لم تتزوجا، وبعقود قران أو بدونها تلك الخلوة مباحة ومطلب نافع غير ضار. هي خطوة لتجديد النشاط، ولإنعاش الأحاسيس والمشاعر، ولنسج لحظة صفاء متفردة، وعقد صفقات صلح أو هدنة ووئام وانسجام. الخلوة تلك تحرك كل خلية في التكوين البشري من روح وجسد ولا تنفك عنهما.. نعم أقصدكما معاً أنت وأنتِ وفي مقام يصلح لكليكما، ولأن لكل مقام مقالاً فقولي جمعكما!. يا رجل وَيَا امرأة خططا وقررا ولا تترددا في التنفيذ والإقدام لما هو يَصب في صالح وصلاح الرجال والنساء على حدٍ سواء. الخلوة مع الذات مطلب إنساني وقد ترتقي لمنزلة حق نفسك عليك أحياناً. اختلِ بنفسك وصادقها واسمع منها، وحدثها بمكنون عقلك وكن صادقاً وواضحاً وشفافاً معها، اخلع لباس المجاملة وتعر من كل شيء فلا ضير في عري لا يشهده إلا أنت. تلك الخلوة لإعادة الحسابات والتقييم وحصر المكاسب والخسائر. أجرد كل كبيرة أو صغيرة في حياتك إما للتطوير أو الإصلاح والتغيير للأفضل. حاسب نفسك بالدرجة الأولى على علاقتها بربها وجودة خياراتها بالأفعال والأقوال وحتى البشر.. راجع ما أن كنت قد أديت حق نفسك عليك، ولم تلقها للتهلكة، أو أنك أتبعتها هواها فأضلتك عن سواء السبيل. والأقوال ومنطق اللسان يحتاج منك تذكيراً من نفسك لنفسك بأنه (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، وذكرها أنه مما يكب الناس في النار على وجوههم حصاد ألسنتهم. خياراتك البشرية ليكن لها نصيب من خلوتك لإحلال كل شخص مكانه الصحيح فإن دوامة الحياة تحدث دواراً بالرأس يفقد الفكر والعقل والقلب حتى بعض التركيز فاجعلها وقفة للتوازن ووزن الأمور والأوضاع والأحوال جملة وتفصيلاً. ولنعد من حيث بدأنا بعد أن غدونا متفقين الآن أنها خلوة شرعية بل مما دعا إليه الدين الحنيف وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ)، وخير قدوة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم من الحساب أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأخير يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).