ما بين مطرقة العقوبات الأوروبية المغلظة والتوجه نحو تصنيف الحرس الثوري الإيراني «منظمة إرهابية»، وسندان «ضربات المسيرات» على مخزون الصواريخ الباليستية في أصفهان ومواقع أخرى لم يعلن عنها، يبدو أن المجتمع الدولي قد اتخذ قراراً غير معلن ببدء محاسبة نظام الملالي وعقابه على جرائمه. التأكيد الأمريكي - الإسرائيلي على ضرورة عدم السماح لطهران بأن تحصل على سلاح نووي، وضرورة محاسبتها على تورطها في حرب أوكرانيا، يعكس الرغبة المشتركة في «قصم» الظهر الإيراني في عقر داره، وليس عن بعد كما هو متبع منذ عدة سنوات خلت، وهي الإستراتيجية التي لم تؤت ثمارها حتى الآن. ويبدو أن التغيير الجديد الذي طرأ على الموقف الدولي من نظام طهران بضرورة عدم الاكتفاء بحزم العقوبات وخنق اقتصاد الملالي ورفع تكلفة جرائمه وإرهابه، سوف يكون هو المحرك الرئيسي خلال المرحلة الحالية والمستقبلية، ومن هذا المنطلق فليس من المستبعد أن تشهد الأيام القادمة تكرار عملية أصفهان بوتيرة أشد ضراوة وضد بنك أهداف مختلف وكبير. الشاهد أن ما يجري الآن على الساحة الدولية يشي بأن ما قبل ضربة المسيرات ليس كما بعدها، وأن السيناريوهات القادمة ضد إيران، ستشهد تغيراً نوعياً، ولن تقتصر على العقوبات ضد الشركات أو الأفراد، ولكنها ستكون موجعة وأكثر إيلاماً، وداخل العمق الإيراني.