رغم تخفيف قيود وإجراءات فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلا أن ذلك الصخب المعتاد المصاحب لاحتفالات أعياد الميلاد في عاصمة كوريا الجنوبية (سيول) غاب بشكل واضح. ولم تكن مظاهر الزينة والإنارة مبهجة بشكل كافٍ. كما لم تكن الحفلات والعروض الترفيهية والخصومات على الهدايا مغرية للكوريين مما تسبب بإلغاء عدد من هذه البرامج والأنشطة الاجتماعية التي كان من المتوقع أن تشهدها هذه المناسبة. وقرأت «عكاظ» تعليقات لصحفيين مقيمين في العاصمة سيول، الذين تحدثوا عن سبب هذه الاحتفالات الصامتة، حيث أوضحوا أنه لا تزال تلك الليلة المخيفة وحادثة التدافع المميت خلال احتفالات الهالوين في أكتوبر الماضي بمنطقة إيتايون ومشاهد الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي للمصابين والجثث المغطاة التي ملأت المكان عالقة في أذهان الكوريين ويعيشون حتى هذه اللحظة في حزن عميق وصدمة جراء فقدان أقاربهم وأصدقائهم، واعترت البعض حالات اكتئاب وفوبيا من الاحتفالات، ما تسبب بعزوفهم عن المشاركة بأعياد الميلاد رغم تعهد كثير من الجهات بتنظيم الفعاليات وفق إجراءات وتدابير السلامة. ولا تزال كثير من الأصوات تهاجم السلطات الحكومية وتتهمها بضعف إجراءاتها واستجابة الشرطة غير الكافية التي لم تتنبه لتوافد المحتفلين مبكرا بأنها وراء حادثة التدافع الذي أودى بحياة 158 شخصا. فيما تستمر وسائل الإعلام بين الحين والآخر في التطرق لمجريات التحقيق حول الحادثة، وذكرت أخيرا أن محكمة سيول الغربية أصدرت مذكرة توقيف بحق اثنين من كبار ضباط الشرطة الكورية الجنوبية لفشلهما في التعامل مع حادثة الهالوين الدموية.