بحثت كثيراً بعد استغرابي طيلة تعلقي بمنتخب الأرجنتين منذ عام 1986م عن عدم افتخار الشعب الأرجنتيني بكأس العالم الذي حققه منتخبهم عام 1978م الذي أقيم في بلادهم.. ويفخرون فقط بكأس العالم 1986م الذي أقيم في المكسيك.. وجدت أن كأس عام 78 كان قد أتى بكل الطرق الملتوية.. بدءاً من رشوة الفرق المقابلة والتلاعب بتوقيت المباريات ومن قبل ذلك قمع الفقراء وإرهاب الرأي الآخر في البلاد.. كل ذلك كان برعاية الحاكم المطلق للأرجنتين خورخي ڤيديلا.. لم يتباهَ الأرجنتينيون بكأس ذاك العام واعتبروها مجرد نجمة فوق شعار منتخبهم. أما النجمة الثانية (نجمة مارادونا) فقد حولت شعب الأرجنتين من شعب كان يخاف الدكتاتورية إلى شعب مغرم وعاشق ومهووس بكرة القدم بعدما حول دييغو إرماندو مارادونا هواية كرة القدم إلى حياة كاملة يتنفسون من خلالها ويأكلون ويشربون ويعملون لأجلها حتى أصبح هذا الاسم مقدساً لديهم بدرجة أصبح فيها مارادونا أهم من كل الحكام الذين ترأسوا الأرجنتين.. ومنذ ذاك الحين.. آمن الأرجنتينيون أنه دوماً يجب أن يكون هناك (ساحر) منقذ يحمل على كتفيه أفراح شعب أو عليه أن يتحمل تعاستهم.. مارادونا حمل الأرجنتين رغم كل المؤامرات التي حيكت ضده.. ميسي حمل الأرجنتين بعناصر أقل من عادية.. إلا أن ميسي الآن هو (الحلم الأخير) لبلاد الفضة.. إما أن يأتِ بكأس العالم.. أو عليهم أن ينتظروا معجزة أرجنتينية أخرى غير مارادونا وميسي ليحققوا أحلامهم.. شيء مؤرث وصعب وموجع أن يكون هناك فرد واحد يحمل هم وطنه بكامله.. يحمل أفراحهم ويعيد لهم أمجاد مارادونا.. إحدى المراسلات التلفزيونيات قالت لميسي: ربما يأخذوا منك كأس العالم.. لكن هناك شيء لن يسلبوه منك وهو تأثيرك على كل الأرجنتينيين..! لا يوجد طفل أرجنتيني إلا ويرتدي قميصك.. لقد ميّزت حياة الجميع يا ميسي.. هكذا قال قلب المراسلة.. قبل لسانها نيابة عن شعب الأرجنتين.. فاصلة منقوطة؛ جرى عشق منتخب الأرجنتين في دمي منذ 1986م.. تعلقت به كما تعلقي بالنادي الأهلي.. لذلك.. يوم الأحد سيكتب التاريخ تاريخاً منصفاً لكرة القدم.. بأقدام ميسي.. يقول الشاعر حيدر العبدالله: يا أرض (ميسي) تحت ميسي.. فياليتها تميس لميسي.