بعد تفكك جماعة الإخوان الإرهابية إلى جبهتين: «لندن» بقيادة إبراهيم منير، وإسطنبول بزعامة محمود حسين، خرجت إلى العلن للمرة الأولى جبهة ثالثة تضم قيادات شابة أطلقت على نفسها اسم «تيار التغيير» داعية إلى مؤتمر عام غداً (السبت) في تركيا، للإعلان عن نفسها وإصدار ما يعرف ب«الوثيقة السياسية» لإحياء فكر مؤسس الجماعة بحسب مزاعمها. ويواجه تنظيم الإخوان حالة غير مسبوقة من التشظي تختلف عن سابقاتها التي حدثت خلال أعوام 1948 و1954 و1965 و1996، إذ تتسم الأخيرة بصراع القيادات. وفي هذا السياق، قال القيادي الإخواني السابق والباحث في شؤون التيارات الإسلامية الدكتور إسلام الكتاتني، إن جماعة الإخوان تمر بمنعطف خطير من شأنه تعميق الانقسامات والانشقاقات، مؤكداً أن إعلان جبهة إخوانية ثالثة تطلق على نفسها اسم «تيار التغيير» مكونة من شباب الجماعة يشير إلى وجود جبهات أخرى ستعلن نفسها خلال الأشهر القادمة مثل تيار يطلق على نفسه «شبه مستقل»، أعضاؤه غير منخرطين في التيارات السابقة. ولفت إلى أن الجماعة التى تأسست عام 1928 تواجه أخطر الصراعات والأزمات التي ضربت جسدها الذي أصبح منهكاً بالكثير من الأمراض الفتاكة والقاتلة، موضحاً أن طمع السلطة يسرى في دم جماعة الإخوان منذ تأسيسها، وهو أمر واضح بين جبهتي لندن وإسطنبول. وحول مستقبل الجماعة والسيناريوهات المطروحة، أفاد الكتاتني بأن الجماعة الإرهابية باتت في مفترق طرق حقيقي، وهو ما يعد أعنف صراع داخلي يشهده التنظيم طوال تاريخه، سيقود إلى التناحر والاقتتال، مؤكداً أن تفاقم حالة الانقسام الهيكلي وبروز جبهات وتنظيمات جديدة، والصراعات المشتعلة، كلها مقومات تؤكد أن الجماعة انتهت، وأصبحت غير قادرة على العمل تحت قيادة واحدة خصوصاً بعدما أصبح كل طرف يريد إسقاط غريمه بالضربة القاضية. وأوضح الباحث ل«عكاظ» أن جماعة الإخوان تعيش الآن أحلك فتراتها التاريخية، في ظل الخلافات الشديدة بين قيادتها، ما أدى إلى تقويض هيكلها التنظيمي وزيادة حجم مشكلاتها على عكس سنواتها السابقة، وهو ما يمثل تحديّاً حقيقياً لعدم قدرتها على الخروج مرة أخرى. ولفت إلى أن القبض على قيادات الجماعة داخل مصر وعلى رأس تلك القيادات مرشدها محمد بديع، ثم القائم بأعمال المرشد محمود عزت، بعد هروب استمر 7 سنوات، أربك الجماعة وأدى إلى تشرذمها لكيانات صغيرة.