كرس قرار عزل القائم بأعمال مرشد «الإخوان» الدكتور مصطفى طلبة من قبل جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير مطلع شهر فبراير الجاري الانقسامات والانشقاقات داخل صفوف الجماعة الإرهابية خصوصاً مع جبهة إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين. وأكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، أن عزل طلبة سوف يشعل الخلافات من جديد بين جبهتي لندنوإسطنبول ويقود إلى المزيد من الانشقاقات والاستقالات بعد فقدان الثقة الكاملة والمصداقية في القيادة المركزية، وهو ما يشير إلى أن الصراع الداخلي وصل إلى نقطة اللا عودة. ولفت إلى أن ما يحدث بين قيادات الجماعة الإرهابية من خلافات وصراعات يعد الأكبر في تاريخ الجماعة ما سيؤدي إلى عواقب وخيمة على التنظيم الدولي. وأوضح ل«عكاظ» أن الجماعة تمر بمرحلة من السقوط السياسي والارتباك الفكري، وأن هذا الصراع الدائر حالياً بين «منير و حسين» أدى في النهاية إلى انشطار الجماعة بين كتلتين يتصارع كلاهما من أجل البقاء، إلا أن السيناريو الأقرب هو انتهاء تلك الجماعة الظلامية إلى الأبد، مبيناً أن هناك عمليات هروب للإخوان من تركيا إلى دول أخرى، خاصة من الصفوف الثالثة والرابعة الهاربة من مصر ويقدر عددهم بالمئات، فضلاً عن عمليات تهريب واسعة لأموالهم، في ظل حالة الخوف والقلق التي يعيشونها، والقبض عليهم في أي وقت. وكشف فرغلي أن قدرة الجماعة الإرهابية على الحشد أصبحت صفراً، وأنها تعاني من أزمات تنظيمية وأخلاقية خلال الفترة الأخيرة، مؤكداً أن عودتها إلى الثوب التنظيمي والمشهد السياسي أو العمل العام في الدول العربية باتت أمراً أقرب للمستحيل، وسواء نجحت الجماعة في إنهاء أزماتها أو لم تنجح، فإن الانهيار سيظل نتيجة حتمية لها، والشكل الذي كانت عليه جماعة الإخوان في الماضي لن يكون حاضراً في المستقبل.