تواجه جماعة الإخوان الإرهابية أكبر أزمات مالية وصراعات داخلية على مدار تاريخها ما تسبب في تشظي التنظيم وإصابته ب«الوهن» جراء التحركات الدولية والموقف المصري والعربي الرافض لعودتهم إلى الساحة والعمل على معاقبتهم كإرهابيين بعد تصنيف التنظيم من قبل عدد من الدول العربية والغربية. وأوضح الباحث في شؤون الحركات المتطرفة طارق أبو السعد ل«عكاظ» أن عودة جماعة الإخوان الإرهابية إلى وحدتها التي كانت عليها في السابق أصبحت مستحيلة، بل ومن الصعوبة خصوصاً في ظل الضربات الموجعة التي تلقتها أخيراً والتي تسببت في إظهار الانقسام وتزايد الصراعات بين جبهة الأمين العام لجماعة الإخوان المعروفة بجبهة إسطنبول محمود حسين، وجبهة لندن برئاسة القائم بأعمال المرشد العام للجماعة إبراهيم منير، موضحاً أن هذه الصراعات والانقسامات المستمرة منذ عامين وصلت آثارها إلى أصغر أفراد التنظيم لتفرز انشقاقات كبيرة. ولفت إلى أن الخلافات تزايدت أخيراً وعمقت الانقسام أصلاً وتسببت في تقليص الدعم المادي للتنظيم الدولي وفروعه ما جعل الجماعة في حالة تخبط وتشرذم غير مسبوق، وهو ما انعكس على فروع الجماعة في الدول الغربية وتسبب في حظر أنشطتها، مبيناً أن الفهم الضيق لدى الجماعة بتعاليم الدين الحنيف جعل مختلف الشعوب العربية تنفر منهم في ظل فشل قيادة الجماعة في تحسين صورة التنظيم. وأفاد أبو السعد بأن الخلافات بين منير وحسين تسببت في زيادة التفكك ودفعت بقيادات التنظيم في الخارج للجوء إلى عدد من الدول الغربية أملاً في البقاء على أرضها لفترة أطول.