إذا كانت إيران الدولة الأولى عالميا في الإعدامات، فهي تحتل المركز الأول أيضا كدولة منبوذة دبلوماسيا على مستوى دول العالم، بعدما أيقن المجتمع الدولي أنها لا تصدر سوى القتل والخراب والانقلابات، ولا تحتضن إلا قادة وعناصر جماعات إرهابية ومطلوبين في جرائم دولية، لذا تقاطعها العديد من الدول وترفض الدخول معها في شراكات سياسية أو اقتصادية. وبعد نحو أسبوعين على قطع العلاقات بين تيرانا وطهران، وطرد ألبانيا السفير الإيراني لديها، تلقى نظام الملالي ضربة جديدة، إذ أعلنت أوكرانيا،(الجمعة)، سحب اعتماد سفير إيران وتقليص بعثتها الدبلوماسية في كييف، على خلفية اتهامات وجهتها كييف لطهران بتزويد روسيا بمسيرات إيرانية الصنع بدأت استخدامها بالفعل في الحرب الروسية الأوكرانية. وكانت أوكرانيا أفادت بأنها أسقطت أربع طائرات انتحارية مسيرة إيرانية الصنع تستخدمها القوات الروسية. شنت الرئاسة الأوكرانية هجوما على إيران لإرسالها أسلحة إلى روسيا، منددة بإجراءات تتنافى ووحدة أراضي أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الرئيس الأوكراني سيرجي نيكيفوروف: إنها إجراءات إيرانية تتعارض مع سيادة دولتنا ووحدة أراضيها، وتتعارض أيضا مع حياة المواطنين الأوكرانيين وصحتهم. ورغم توفر الأدلة على التورط الإيراني في الحرب، إلا أن طهران لا تزال تتمسك بالزعم أنها لا ترسل أسلحة لروسيا. وقبل نحو أسبوعين، طردت ألبانيا طاقم البعثة الدبلوماسية الإيرانية لديها بسبب هجوم إلكتروني إيراني استهدف مؤسسات حكومية في منتصف يوليو الماضي. وقال رئيس الوزراء الألباني إيدي راما إن بلاده قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وأمرت بمغادرة الدبلوماسيين وموظفي السفارة الإيرانيين في غضون 24 ساعة، بعد تحقيق في هجوم إلكتروني. وكانت العلاقات قد توترت بين طهران وتيرانا في السنوات الأخيرة بعدما وافقت الدولة الواقعة في منطقة البلقان على أن تستقبل على أراضيها 3 آلاف من أعضاء في منظمة «مجاهدي خلق»، أبرز فصائل المعارضة الإيرانية في المنفى، بناء على طلب من واشنطن والأمم المتحدة في عام 2013.