نشعر بأننا في حاجة دائمة إلى أن نكون أفضل من أنفسنا الآن وأفضل من غيرنا، ونسعى دائماً إلى أن نتغير ونتطور ونتغلب على مساوئنا وعيوبنا، وهذه طبيعة بشرية خلقنا الله بها لنقوم ونحيا بهذه الأرض. ومع سعينا إلى التغيير ومواجهة أنفسنا؛ غرقنا في العصر الحديث بوسائل تطوير الذات وتعدد مصادرها وتشابه أفكارها، التي جعلت منا متشابهين في أكثر الأشياء، وتعاملت مع أرواحنا وذواتنا بشكل مادي وسطحي وهيكلي، وهذا مختلف ومتضاد على ما خلقنا الله به، وعلى كل ما دلت آياته القرآنية الكريمة. أكبر مشاكل وعيوب هذه المصادر والكتب أنها تركّز على تنميط الإنسان وجعله آلة تفكر وتتأمل وتعيش بطريقة واحدة ونظام معين أشبه بنظام حاسوب تقني، وتنسى أنها تتعامل مع أرواح وأنفس خلقها الله وجعل فيها أشياء مميزة ومختلفة تتابين بين الخلق. لماذا لا تركز هذه الكتب على أن نكوّن أنفسنا، وأن نخوض هذه المعارك التي تعالج أرواحنا وتكشف أخطاءنا دون خوف أو رهبة من الوقوع فيها. ما أود قوله: الأهم في تجارب ومعارك تطوير الذات أن تكون أنت أولاً ثم تحاول أن تتغلب على عيوبك دون معاداتها، وأن تطور مواهبك ومهاراتك دون الاعتماد عليها، وتأكد أن لا علاج ولا تطوير للروح والذات سوى الخوض في معارك الحياة وآلامها، فهذا هو الذي يقويها ويجعلها أجمل وأرقى وأسمى.