عزا مختصون سبب تكدس بعض الفصول إلى عمليات الدمج التي حدثت في عدد من المدراس تنفيذاً لتعليمات وزارة التعليم بدمج عدد كبير من المدارس بالقرى والهجر وتلك التي يقل عدد طلابها عن ال100 طالب لتخفيف الهدر المالي. والاستغناء عن المستأجرة. وأوضح القائد التربوي عواد العيسى ل«عكاظ» أن دمج أكثر من مدرسة في حي واحد يتسبب في مشكلة تكدس الفصول وهي من الأسباب التي تضر العملية التعليمية، وضررها على الجميع، سواء الطالب أو المعلم، إذ إن الكثافة معوق يحول دون تمكين المعلمين والمعلمات من أداء الأدوار المناطة بهم كما يزيد على الطلاب مصاعب تلقي المعلومة والأخذ الوقت الكافي من المعلم لشرحها ومناقشته عنها، إذ لا يمكن للمعلم الشرح للفصل كله في (45) دقيقة. وأضاف العيسى أن الاكتظاظ لا يوفر بيئة تعليمية مناسبة، سواءً للمعلم أو المتعلم، حيث إنّ الفصل الذي يزيد عدد طلابه على (25) طالباً يصبح صعب الضبط والمتابعة، ويصعب فيه التركيز والاستيعاب على الطالب، ولقد اصيب الكثير من المعلمين والطلاب بالإحباط بسبب ذلك، فمن ناحية المعلم الذي يدخل إلى صف مليء بالطلاب يصل عددهم إلى (40) طالباً وقد يزيدون، فإنّه يعاني من عدة مشاكل أهمها: تأخره في البدء لأنه ينشغل بضبط الطلاب وتهيئتهم، وعدم قدرته على متابعة جميع الطلاب؛ نظراً لعدم وجود وقت كافٍ بسبب العدد الكبير، كذلك عدم قدرته على حل مشكلات الطلاب ضعيفي المستوى أو ممن يعانون من مشاكل داخل أوخارج المدرسة، وضياع كثير من وقت الحصة بسبب مقاطعة الطلاب للشرح إما بالإزعاج أو المشاكل التي قد يحدثونها في الفصل. خبيرة تربوية: التكدس ناقل للعدوى قالت الخبيرة التربوية أسماء اللهيميد ل«عكاظ» إن من غايات التطوير والتجديد في العملية التعليمية والتربوية التفكير بتصميم بيئات التعلم، التي تحقق جودة التعلم، وتيسر عمل مجموعات التعلم والابتكار، وتغيير بيئة التعلم وفق الاحتياج، وتحقيق المساواة والإنصاف وحصول كل طالب على فرص التعلم المتوافقة مع احتياجاته الإبداعية، وهذا كله لا يتأتى في بيئة تفتقد إلى أبسط حقوق الطالب، وهو وجوده مع عدد كبير من أقرانه الذين يحتاجون لنفس القدر من الرعاية والتعليم والاهتمام وصقل المهارات، فكيف لمعلم مهما كانت قدراته ومستوى تأهيله وكفاءته أن يوفق بين الطلاب ويراعي احتياجاتهم، ويحقق لهم مستوى التعليم الذي نطمح له. وأكدت أن تكدس أعداد الطلاب يطيح بالعملية التعليمية والتربوية، ويسهل انتقال الأمراض البكتيرية والفيروسية وغيرها، وبالتالي بيئة غير صحية، للطلاب والطالبات وغير مجدي تعليمياً وتربوياً ونفسياً وبيئياً. 45 طالباً في الفصل الواحد ! وعن متطلبات السلامة في المدارس المدمجة يرى مهندس الوقاية مانع آل شنيف عبر «عكاظ» أنه يجب التوقف قليلًا أمام متطلبات السلامة ومقوماتها في المدارس كونها الركيزة الأساس لإرساء بيئة آمنة، فقد استرعت انتباهنا الأخبار المتداولة حول ضم بعض المدارس في المناطق والمحافظات والقرى والهجر لدواعٍ ومبررات لا شك أنها دُرست بعناية وتهدف إلى خدمة الصالح العام، ولكننا نأمل في الوقت ذاته أن تكون تلك الدراسة أخذت في الاعتبار النتائج المترتبة على ذلك، ووضعت الخطط والتدابير اللازمة للتعامل معها بما يضمن جودة العملية التعليمية والمحافظة على سلامة الطلاب والطالبات، فالدمج سيترتب عليه حتمًا تكدس الفصول بأعداد كبيرة من الطلاب، وخاصة داخل المدارس الواقعة في المدن الكبرى.. ويتساءل آل شنيف: هل يتوافق عدد الطلاب بعد الدمج، والذي يُنتظر أن يصل إلى 45 طالبًا تقريبًا داخل الفصل الواحد، مع المساحة التي يجب أن تخصص لكل طالب وطالبة بما لا يقل عن 1.2 متر مربع، حسب المعايير والمواصفات الإنشائية وما أعلنت عنه وزارة التعليم مسبقًا، وإذا كان الدمج سيؤدي إلى الإخلال بتلك المعايير فما التدابير اللازمة للتعامل مع الواقع الجديد؟ ويؤكد خبير السلامة أن الإلمام بمتطلبات السلامة وتدابيرها يعد مطلبًا ضروريًا سواء قبل الدمج أو بعده، ويبدأ ذلك بتثقيف الطلاب والمشاركين في العملية التعليمية حول مفهوم الأمن والسلامة ومتطلباتها في البيئات التعليمية، وكذلك تحديد المخاطر فيها وتحليلها والتخطيط لإدارتها وآلية التعامل معها، وتشمل عملية التخطيط وضع السيناريوهات المختلفة؛ لتفادي الحوادث والاستجابة لها في حال وقوعها.