يُصر المنتج السينمائي جمال العدل أن يضع نفسه ضمن إطار الجدل الرخيص والإثارة المفتعلة التي لا صلة لمجاله الفني بها، فيمضي مخنوقاً في أُفقٍ فني ضيق يعكس حالة التشنج التي تصيبه مع كل إخفاق يصيبه أو جمود يعتريه، فيضطر لاجترار سيرة «الخليج» في معارض ردوده عن تراجع نجاحاته أو إخفاقاته أو تواري ذكره في المشهد الإعلامي. يئن المنطق وتعلو السذاجة مع كل ربطٍ يُقحم فيه الخليجيين في مشاكله ورؤاه السطحية الساذجة، حتى أنه عندما ضاق ذرعاً بما يسمى السينما النظيفة في مصر وتواري السينما غير النظيفة التي ينحاز لها كما يقول، رمى بالتهم على الخليجيين ومن أتى من الخليج بأنهم خلف ذلك، على أنه لا ناقة لهم ولا جمل في ما يُنتج ويُعرض في دور السينما المصرية، لكنها حالة تعتريه إزاء كل ما هو خليجي بعدما عجز عن حجز موقع له في القنوات الخليجية، وفشله في منافسة النجوم والمنتجين المصريين البارعين، الذين حصدوا النجاحات عبر تواجدهم في المنصات الخليجية وغيرها، وعلى رأسهم على سبيل المثال الزعيم عادل إمام وشقيقه المنتج عاصم، اللذان رفضا التعاون معه.. لا يشعر الخليجيون بالغيرة من النجاح المصري - كما يزعم العدل - ولم يحاربوه على الإطلاق، فلا مصلحة لهم في ذلك، بل يعززونه ويحتفون به، بدليل وجود الأعمال المصرية ركيزة ثابتة في أقوى وأشهر المحطات السعودية والخليجية وبمبالغ ضخمة، لكن الواقع أن جمال العدل كان يفكر في مصالحه فقط، وهو من يشعر بالغيرة والنقص خصوصا من رفاقه المنتجين الذين يواصلون تألقهم في الخليج وغيره. أراد جمال العدل أن يفرغ بغباء شحنة الحسد على نجاحات رفاقه المصريين بتصريحات يمكن وصفها ب«البلهاء» دون أن يلقي بالاً لمعنى تواجد الفن المصري الرائد القوي في الخليج المزدهر، وللمد الفني المتناغم الذي لا تؤطره الحدود ولا تعيقه المسافات، فوقع في مغالطات متعمدة هدفها لا يبدو بريئاً ولا فنياً، فلم يتبن الخليجيون مُطلقاً - كما زعم - ريادة إنتاج المسلسلات التركية أو دبلجتها بهدف الإضرار بمصر، وهي التي تنتج في سوريا عادة وتعرض حتى على القنوات المصرية، في وقت أحجمت القنوات السعودية عن عرضها لسنوات، ولم يتدخل المنتجون الخليجيون في «تنظيف السينما المصرية» كما يقول، لكنها جعجعة أراد بها إحداث جلبة في قاعة تدوي بالضجيج لا تلبث أن ترتد إلى مسامعه.