الدولة لا تختار للمناصب الرفيعة إلا رجل دولة يحمل مواصفات خاصة.. تختار الرجل المناسب في المكان المناسب.. تختار الشخصية الموثوقة القادرة على القيام بالمسؤوليات الجسيمة على أكمل وجه.. تختار المسؤول القادر على رفعة الوطن وخدمة المواطن. وثمة مسؤول عرفه الجميع بأنه ذلك الرجل الذي أينما وقع نفع.. رجل ترك بصمته في كل مواقعه القيادية.. رجل أمن إنسان، دائم الابتسامة والبشاشة والأريحية والتواضع والوطنية.. عرفته منذ أن كان مديراً عاماً للمرور وقائداً للقوات الخاصة لأمن الحج.. وجدته يعمل باحترافية وخطط مدروسة، يحب الميدان دون تثاؤب.. إنه الفريق محمد عبدالله البسامي (مدير الأمن العام). وفي وقت شهد المسجد الحرام كثافة المعتمرين بالملايين بعد أن فتحت الدولة المجال لكل من أراد أن العمرة عقب حائجة «كورونا»، كان ذلك المسؤول بحكم عمله قائداً لأمن الحج والعمرة متفانياً جداً في خدمة المعتمرين، فلم يتوانَ لحظة في أداء واجباته باقتدار، وكان قدوة لمن تحته من الضباط ومنسوبي الأمن خدمة لقاصدي الحرم المكي للوصول إليه في زمن قياسي. إن الفريق البسامي لم تقف جهوده إلى حد مسؤوليات عمله فحسب، بل تعداها إلى القيام بنفسه ببعض المهام التي يمكن تكليف أحد مرؤسيه، ومثال على واحد من تلك المواقف التي عايشتها معه؛ اتصلتُ به ذات مرة وأخبرته أن «المراوح» في أحد أدوار المسجد الحرام لا تعمل، فتابع الوضع بنفسه إلى أن تم إصلاحها. إنني على يقين أن الفريق البسامي ستكون له بصماته الواضحة في عمله الجديد مديراً للأمن العام في كل قطاعاته، خصوصاً ما يتعلق بأمور الحج والعمرة.. والقادم سيكون شاهداً على ذلك. نسأل الله له التوفيق الدائم ولكل مخلص لخدمة الوطن والمواطن، في ظل قيادة شرّفها الله تعالى بخدمة الحرمين الشريفين، ووفّقها بعطاء لا محدود للوطن وأبنائه والإنسانية.