كشف بيان صادر عن إخوان سورية أمس (السبت)، عن حجم الصراعات والانشقاقات بين أجنحة التنظيم الإرهابي، إذ أدان إقدام «حماس» على العودة إلى التطبيع مع نظام الأسد دون تسمية الحركة بشكل علني، في خلاف جديد يضرب صفوف الجماعة التي تعد «حماس» أحد فروعها في المنطقة، الأمر الذي يعكس حجم التفكك والانشقاق الذي تعاني منه جماعة الإخوان على المستوى السياسي. إخوان سورية الذين أصدروا بياناً يدين الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع إيرانية في ميناء اللاذقية في ديسمبر عام 2021، اعتبروا الوجود الإيراني احتلالا على الأراضي السورية في بيان الأمس، بل ذهبوا إلى اعتبار إيران دولة مجرمة بحق الشعب السوري، في تناقض يشير إلى تخبط الجماعة وعدم اتخاذ مواقف واضحة من القضايا الإقليمية. وقد قوبل -حينذاك- بيان الإخوان الذي أدان الضربات الإسرائيلية ضد مواقع الاحتلال الإيراني بموجة من الهجوم والاستياء السوري بأنهم يدافعون عن الوجود الإيراني في سورية. ومن خلال البيان الذي أعلنته الحركة أمس، تبين أيضا أن تنظيم الإخوان يعيش حالة من الصراع بين تيار إيران الذي تشكله «حماس» وحركات ما تسمى المقاومة وبين التيارات الأخرى ومن بينها جماعة إخوان سورية التي تتخبط بدورها في تحديد موقفها من إيران أيضاً، ما يعكس حالة الضعف التنظيمي وتضارب أجنداتهم في المنطقة. وعلى ما يبدو فإن الرياح الإقليمية الإيجابية التي اجتاحت المنطقة والتقارب الإقليمي بين الدول، وضع الإخوان في حالة من ضياع البوصلة وعدم القدرة على التوازن السياسي وتصدع الجبهة الداخلية، خصوصا في ظل الخلافات التي تعصف بالتنظيم على المستوى العالمي. ويندرج الأمر على التنظيم عموما في كل دول العالم؛ حيث ضربت الانشقاقات التنظيم المصري، بعد التنازع بين «جبهة لندن» بقيادة القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، و«جبهة إسطنبول» بقيادة الأمين العام السابق محمود حسين، بعد أن مالت الأصوات الإخوانية إلى منير، بمباركة مكتب الإرشاد العالمي، ما دعا حسين إلى العصيان التنظيمي واعتبار الاجتماع الذي جرى فيه تأييد منير باطلا. وقد تشهد الأيام القادمة تهاوي منظومة الإخوان في دول أخرى، بسبب الصراعات الداخلية والعلاقات الدولية المتباينة التي ينسجها التنظيم بحثا عن بيئة تمكنه من الانتعاش مجددا، وسط تجفيف البيئة السياسية والمالية له على المستوى العالمي.