ربّاه ماذا أقول: وكيف لي أن أقول: والحروف عاجزة والكلمات حائرة، ماذا عساها أن تقول! فالخطب جلل والفقد مؤلم والفقيد عزيز، والدي وتاج رأسي، كم هو الفراق أليم، وكم هو الغياب حزين، وكم للنفوس من عناء وللقلوب من انكسار، الباحة وعسير وإلى نجران، وكل الجزيرة تسأل أين عثمان، أين الشهم الكريم، أين من كان حصناً شامخاً، أين من زرع المحبّة وحصد الوفاء، أين من محيّاه بشاشة ووداد، أين من كان للأهل والأحباب والأصحاب عوناً وسنداً بعد الله، أين من كان نبراساً يعلو فوق كل مقام ويسمو فوق كل مقال، أين ثم أين وكيف لأين أن تسأل؟ أما لها في السؤال عتاب! ربّاه هذه الأقدار وكلّ نفسٍ ذائقة الموت آجال، ربّاه لك الحمد على كل حال ولنا الرضا بما تجري به الأقدار، إلى جنة الخلد والدي الغالي بحول الله جلّ في علاه، في نعيم أبَديّ لا فناء ولا زوال، لنا العزاء فيك وللجنوب كلّه ولمحبيك ولكل نبض تداعت له الأسماع، إلى المكلومة أم الوفاء كريمة الخصال، إلى أبنائك الكرام، وإلى قرّة عينك ولأهل بيتك كل العزاء والمواساة، رحمك الله والدي الغالي رحمة الأبرار، وأسكنك فسيح الجنان.