** دمعة انحدرت فوق جبيني، وغصة أحسست بها في حلقي حينما بادرتني صغيرتي صباح ذلك اليوم متسائلة «ماما متى سيحضر خالي أبو عثمان» فكأنما هي لامست وتراً حساساً ونحن نفتقد «أبا عثمان» عبد العزيز بن عثمان العسكر حباً ووفاءً لهذا الرجل الشهم. أين أنت أيها الحبيب لتريحني من عناء الإجابة وتطمئن خاطر هذه الصغيرة التي تتساءل نيابة عن أطفال أحبوك كما أحببتهم وبادلوك حبا بوفاء.لقد سكت قلبك وسكتت معه كلماتك المعبرة وألفاظك الحانية سيلا من التراحيب تمطرنا حينما نأتيك زائرين وشحنات من الأمل تزودنا بها حينما نقصدك يائسين. لا أنسى حينما أمسكت بيدي وقلت لي رفقا بنفسك فلبدنك عليك حقا وكل يمنح نفسه قسطاً من الراحة فِلمَ أنتِ دائما مشغولة جودي عليّ بلحظات من الزمن نقضيها معاً حينما تغيبت عن زيارتك بعد عودتي من السفر. *** كان تفاؤلك يريحني ومحاولتك زرع الثقة في نفسي ونفس ابني الوحيد يشجعني على اصطحابه دوماً لزيارتك لتعوّده على الشهامة والرجولة ولا أنسى ذلك اليوم وأنت تجاهد المرض على السرير في المستشفى في أول مرة يداهمك المرض وأنت تقول له «غداً يا عبد الله سنذهب إلى صحراء الغاط لتتعلم الصيد» تريد أن تعوده الفروسية وشيم الرجال كما زرعت ذلك وربيته في أنجالك الكرام. فحقاً «أبو عثمان» واحد وليس هناك اثنان. ** حقا لقد صدقت صديقك حمد القاضي عندما أشار إلى أنه كأنه لا ينادي أحداً ب «أبو عثمان» سوى عبد العزيز بن عثمان العسكر كما جاء في مقالته في رثائك بصحيفة الجزيرة 10/7/1422ه بفقده انطفأت شمعة أبوية والأمل والرجاء في أبنائه وبناته تحف بهم وبنا عناية اللّه ثم رعايته أم حنون وزوجة وفية شاركته الغرس والبناء. برحيلك يا خالي وبفقدك أيها الغالي نسج الحزن خيوطه وسطر الظلام صفحاته فوق وجودنا الحزين قصصاً وذكريات تطوف فوق شاشة الذهن لا يمحوها سوى ذكر اللّه والاستغفار والدعاء لك بالرحمة. وداعاً أيها الحبيب والى لقاء في جنة الخلد بحول اللّّه تولاك اللّه برحمته وتوجك برضوانه ومغفرته. والعزاء لنا جميعاً بفقدك، طفل صغير وشاب يانع وصبية متفائلة وزوجة صالحة وأخوات بارات وأبناء وبنات أخت أوفياء مخلصين يدعون لك برحمة رب العالمين.