الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.. صدق الله القائل (كل نفس ذائقة الموت) لقد افتقدنا في يوم الأربعاء رجلا فذا وشهما، افتقدنا إنساناً غالياً على كل القلوب صغاراً وكباراً.. إنسانا تشهد له الأفعال قبل الناس.. لن يستطيع مثلي أن يوفيه حقه بمجرد حروف تكتب أو قلم يسطر.. لكن هذا شعور ألم وحزن يعتصر قلوبنا في فقدنا عميدنا وعمنا العم محمد العبدالله الجميح، ذاك الشهم ذاك النجم الذي أفل والشمس التي غربت. آه يا عمي رحمك الله.. أنطفا نجم السما... وغربت شمس النهار راح عمي الاربعاء... راح سباق الفعال انت يا عمي فقيد... والشهود كل الرجال عمي الغالي... إن موتك أمات فينا الفرح والبسمة، لأن فقدك صعب على قلوبنا.. ماتت البسمة يا عمي.. يوم قالوا الركن طاح. موتك يا عم أذاب قلوبنا، حرك مشاعرنا، أسال دموعنا... نحاول، لكن .. . نحاول نحبس الدمع ... ومع هذا بدت تختال على فقدك يا عمي... على فقدي الكريم البار نعم يا عم موتك ليس سهلاً، موتك حرك فينا كل شيء الجماد. موتتك عمي علينا... حركت فينا الجماد أحرقت فينا الحشا... كسرت فينا الفؤاد موتك يا عم موت لأناس كثيرين ولن يفقدك أبناؤك فقط، بل جميع من أحبك... فأنت أنت. يموت أناسٌ ولا يُذْكَرون... وأنت تموت ومعك الخصال يموت لموتك ناس كثير... ويحيون ما دمت فيهم سؤال يموت الوفاء يموت الحنان... وينزل دمع على الخد سال صحيح يا عم لن نراك وصحيح افتقدناك لكن ستبقى ذكرى حسنة وانموذجاً يحتذى به.. انموذجاً يسطر للأجيال القادمة.. ستبقى ستبقى... ستبقى في خلجات الشعور... ستبقى تضيء الدروب لنا ستبقى قصة حب... قصة كفاح.. قصة وفاء.. قصة... بل رواية طويلة ابتدأت من عقود وانتهت في يوم مشهود. سنذكر هذه القصة لأبنائنا.. قصة مليئة بالكفاح والخصال الحميدة والصبر والحنان والوصال. لن ينساك الصغار والكبار، البعيد والقريب، أعمالك الخالدة تتحدث وبرك وحلتك تحكي سيرتك... ماذا عسى ان أقول. سينعاك كل من أحبك الصغير والكبير الطفل والمرأة. سأنعاك عمي بدم الفؤاد... سينعاك طفل سينعاك شيخ سأكتب حزني بنبضه الحشا... وأرسمه في جدار الزمن على فقد من أحب الوفا ... على فقد ذاك الحنون الشهم عماه لن أنسى تلك القبلة الحارة - اظنها قبلة مودع - التي طبعتها على جبينك الطاهر وأنت مسجي..آآآآه قبلة تعني الكثير... طبعت على ذاك الجبين ذاك الجبين الطاهر النقي الذي ما خضع ولا خنع إلا لله. ما خضع ذلك الجبين... إلا لرب العالمين مثلك يا عم يغبط فأنت وأنت على فراش الموت قلبك معلق بالذكر والصلاة وتسأل ابناءك بهاتين الكلمتين هو أذّن؟.... هو أذّن...؟ ويتردد صدى صوتي المكلوم من أعماق قلبي والعبرة تخنقني قائلاً: إي نعم يا عمي أذّن وارتفع صوت الأذان... أسأل الله يرحمك ويجعلك وسط الجنان أخيراً أقول: ان مما يعزي النفس ويسليها على فقدك يا عم هو ذكر الناس الطيب لك وأفعالك الحسنة وسمعتك الطيبة واعمال الخير الكثيرة التي تشهد لك ولله الحمد.. نموت وتدفن آمالنا... وتبقى الفعال لنا والشهود أسأل الله الكريم أن يرحمك ويغفر لك وان يجمعنا بك في مستقر رحمته.. آمين وفي الجنة نلتقي ان شاء الله.