يبدو أن تضاؤل المخاوف حيال مستقبل الأزمة الصحية العالمية، الناجمة عن اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، أتاح تقدماً غير مسبوق في الأبحاث الرامية لإيجاد علاج ناجع لمختلف أنواع السرطان. فقد ذكرت بيانات كُشف النقاب عنها (الأحد) في الجمعية الأمريكية للأورام الإكلينيكية في شيكاغو، أن دواء ابتكرته شركتا أسترازينيكا البريطانية - السويدية وداييتشي سانكيو اليابانية نجح في تطويل احتمالات البقاء على قيد الحياة أكثر من ستة أشهر بالنسبة لمن هم في مرحلة متقدمة من سرطان الثدي، مقارنة باستخدام العلاج الكيماوي. وكان العقار المسمى انهيرتو حصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أواخر سنة 2019. ومن شأن تلك البيانات أن تفتح أملاً كبيراً لنحو 15% من مرضى السرطان الذي في مراحله المتقدمة. وشملت المرحلة الثالثة من التجربة السريرية على هذا الدواء أكثر من 550 متطوعاً مصابين بسرطان الثدي الإيجابي البروتين، ومعظمهم يعانون أوراماً حساسة تجاه الهرمون، وقد انتشر السرطان في أجسامهم وخضعوا لجلسة علاج كيماوي على الأقل. وأوضحت البيانات المبدئية أن عقار انهيرتو أدى إلى تطويل احتمالات بقائهم على قيد الحياة لمدة 6.4 أشهر. وبقي المرضى على قيد الحياة لمدة 23.9 شهر، مقارنة ب 17.5 شهر بالنسبة إلى المرضى الذين اقتصر علاجهم على الدواء الكيماوي. وهي نتيجة مذهلة كما وصفها نائب الرئيس التنفيذي لوحدة الأورام في شركة أسترازينيكا ديفيد فريدريكسون. وتوقع محللون ماليون أن يسفر تسويق الدواء الجديد عن عائدات سنوية لا تقل عن 2.5 مليار دولار بالنسبة لمريضات سرطان الثدي الإيجابي البروتين. ويقوم دواء انهيرتو على تعديل الهندسة الوراثية للأجسام المضادة، بحيث تلتصق بالخلايا السرطانية وتقتلها. وحصل هذا العقار على الموافقة الشهر الماضي باعتباره خطاً ثانياً للعلاج، بعدما أثبتت بيانات أنه منع استفحال سرطان الثدي والوفاة بنسبة 72%، مقارنة بعقار كادسيلا الذي تنتجه شركة روش السويسرية، الذي يعتبر خط العلاج الأول لهذا المرض الخبيث. ويجري تقويم جدوى هذا الدواء حالياً لمعالجة سرطان الثدي في مراحله الأولية، وعدد من أنواع السرطان الأخرى، كسرطان الرئة والأمعاء. وفي سياق ذي صلة؛ ذكر باحثون نهاية الأسبوع الماضي أن دواء فيكتيبيكس، الذي ابتكرته شركة أمجين، أثبت قدرة على إطالة فرص البقاء على قيد الحياة بالنسبة إلى مرضى سرطان الجزء الشمالي من القولون، الذين لم يعد مجدياً إخضاعهم للجراحة. ويعرف هذا العقار الذي يقوم على الأجسام المضادة الأحادية باسم بانيتوموماب. وسيكون إضافة مهمة في وقت يقتصر فيه علاج هذا النوع من سرطان القولون على دواء أفاستين، الذي تنتجه شركة روش السويسرية. وفي بيانات أخرى أعلنت الأحد، ثبت أن جرعة كبيرة الحجم من عقار إيفوسفامايد هي الأشد تأثيراً علاجياً في مرضى سرطان الأطفال النادر المعروف بساركوما إيوينغ. وهو عادة سرطان وحشي يستفحل سريعاً ويقاوم جميع الأدوية لدى ما يراوح بين 30% و40% من المصابين به. وقد اتضح من تجربة سريرية شملت 451 طفلاً مصاباً في تسع دول أن من تم إعطاؤهم دواء إيفوسفامايد (ويعرف أيضاً ب «توبوتيكان) زادت احتمالات بقائهم على قيد الحياة 5.7 شهر، في مقابل 3.5 شهر منحها لهم عقار سايكلوفوسفامايد. وارتفعت النسبة الكلية للحياة أو قبيل تردي الورم السرطاني إلى 55%، في مقابل 45% لمن تم إعطاؤهم دواء سايكلوفوسفامايد. لكن قائد فريق الدراسة التي قدمت تلك البيانات الأستاذ بجامعة مانشستر البريطانية الدكتور مارتن ماكابي قال إنه على رغم قوة تلك البيانات، فإن عقار إيفوسفامايد ذو سمية عالية، وعلى رغم قدرته العلاجية فإن مرضاه يموتون في نهاية المطاف. وأضاف أن الحاجة إلى أدوية أفضل باقية. وفي دراسة أخرى، أظهر دواء إيمبروفيكا، الذي تنتجه شركتا جونسون آند جونسون وأبفي، ويستخدم لعلاج سرطان الدم (اللوكيميا)، نجح بعد استخدامه - جنباً إلى جنب العلاج المتبع في علاج سركان الغدد الليمفاوية اللاهودجكيني - في وقف استفحال ذلك السرطان سنتين على الأقل، قياساً بنظام العلاج التقليدي لدى المرضى الأكبر سناً. وأشارت الدراسة إلى أنه تم إعطاء هذا الدواء لمرضى تزيد أعمارهم على 65 عاماً فعاشوا 52.9 شهر قبل أن يستفحل السرطان في أجسامهم، مقارنة ب 52.9 شهر بالنسبة لمن اقتصر علاجهم على جلسات الدواء الكيماوي. ووصف أطباء تلك البيانات بأنها تمثل تقدماً كبيراً في المساعي الهادفة لمعالجة اللوكيميا. لقاح جديد يمنع الإصابة بالحصبة أعلنت شركة غلاسكوسميثكلاين الدوائية البريطانية العملاقة أمس (الإثنين) أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أقرت لقاحاً ابتكرته الشركة ويسمى «بريوركس»، لمنع الإصابة بالحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية بالنسبة إلى من تزيد أعمارهم على سنة. ويمكن إعطاء هذا اللقاح في جرعتين. وقالت الشركة إنه يمكن أيضاً إعطاء جرعة وحيدة منه بالنسبة لمن حصلوا سابقاً على جرعة أي لقاح آخر مضاد للأمراض الثلاثة المذكورة. وكان العالم شهد أكثر من 400 ألف إصابة بالحصبة خلال سنة 2019، ما يمثل انتكاسة كبيرة للجهود التي تبذلها دول عدة لاستئصال الأمراض المذكورة. وأشارت شركة غلاكسوسميثكلاين إلى أن مصل الحصبة بريوركس، والمصل المضاد للجدري الكاذب اللذين ابتكرتهما الشركة حققا عائدات بلغت 326 مليون دولار السنة الماضية.