أكد أستاذ واستشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، عدم صحة مزاعم وجود أي علاقة بين إبر تأخير البلوغ عند الأطفال للحالات المرضية التي لديها علامات للبلوغ في السن المبكرة. وبيّن أن هذه الإبر العلاجية آمنة ولا تسبب أي مضاعفات مستقبلية على حدوث الحمل أو العقم، أو حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، إذ إن آثارها ليست مثيرة للقلق وتتضمن الألم الموضعي في العضلة، حساسية ناتجة عن الدواء، قلة كثافة المعادن في العظام، وهنا من المهم الحفاظ على تناول فيتامين «د» وشرب الحليب أو منتجاته خلال فترة العلاج، كما أن الدراسات لم تثبت ما هو متداول بين عامة الناس بأن هذه الإبر تزيد الوزن أو تسبب تساقط الشعر أو غير ذلك، ولكن الواقع أن زيادة الوزن خلال فترة العلاج تكون بسبب النمط الغذائي وخصوصًا المعتمد على الوجبات السريعة، وعدم ممارسة أي نشاط رياضي يحافظ على الوزن الصحي. وتابع أن أهم أهداف علاج هذه الحالات يتمثل في تقليل تطور علامات البلوغ، تقليل نضج العظام، زيادة الطول النهائي المتوقع للبالغين، العلاج النفسي والاجتماعي والسلوكي، مع التنويه إلى أنه قد يكون علاج استخدام إبر تأخير البلوغ بمفرده، أو مع هرمون النمو سويًا اعتمادًا على حساب الطول المستقبلي المتوقع عند إقفال فجوة النمو وكيفية تقدم عمر العظام. وقال إن حالات البلوغ المبكر تستوجب البحث لمعرفة المسببات والتدخل العلاجي حتى ينمو الطفل بالشكل الصحيح، إذ إن البلوغ هو عملية يتغير فيها شكل الجسم وتحدث بعض التغيرات الهرمونية لجسم الفتاة والذكر، ومنها زيادة هرمون التستوستيرون عند الذكر وهرمون الإستروجين عند الأنثى، ويسمى هذا بالنمو الجنسي، أما في حالة زيادة الكتلة العضلية والتغيرات في الأوتار الصوتية، مثل خشونة صوت الذكر يسمى بالنمو الجسدي. وحول عوامل الخطورة مضى البروفيسور الأغا قائلًا: تشمل العوامل التي تزيد من خطر إصابة الطفل بالبلوغ المبكر أن يكون جنس الطفل أنثى إذ يزداد احتمال ظهور البلوغ المبكر في الإناث أكثر من الذكور، والبدانة، فإذا كانت الطفلة تعاني من زيادة ملحوظة في الوزن فسيزيد ذلك من خطر حدوث البلوغ المبكر، وأيضًا التعرض للهرمونات الجنسية، إذ قد يزيد استعمال الكريمات أو المراهم المحتوية على الإستروجين الصناعي أو غيرهما من المستحضرات المحتوية على الهرمونات المسببة من خطر إصابة الطفل بالبلوغ المبكر، كما يمكن أن يكون سبب حدوث البلوغ المبكر أحيانًا وجود طفرات وراثية تحرض على إطلاق الهرمونات الجنسية، ويعاني في معظم الأحيان أحد الوالدين أو أقارب أولئك الأطفال من طفرات وراثية مشابهة، كما أنه من الممكن أن يكون حدوث البلوغ المبكر أحد مضاعفات الإصابة بمتلازمة ماكيون-أولبرايت أو الإصابة بفرط تنسج الكظر الخلقي وهي الحالات التي يحدث فيها إنتاج غير طبيعي للهرمونات الذكرية «الأندروجينات»، ويمكن أن يرتبط حدوث البلوغ المبكر في حالات نادرة أيضًا منها الإصابة بقصور الغدة الدرقية. وعن العلاج، خلص الآغا إلى القول: العلاج يعتمد على معرفة السبب، ويكون الهدف الرئيسي من العلاج هو تمكين الطفل من النمو الصحيح، فأهم الأضرار السلبية للبلوغ المبكر هي: قصر القامة المستقبلي، حيث إنه خلال فترة البلوغ المبكّر تكون القامة طويلة، والإغلاق السريع لفجوات العظم يمكن أن يؤدّي إلى توقف النمو في وقت مبكّر، وبالتالي قصر القامة لاحقًا، بجانب الضغوط النفسيّة والاجتماعية والسلوكية بسبب التغيّرات الجسديّة والهرمونيّة الناتجة عن البلوغ المبكّر والتي لا خبرة للأطفال بها، إذ قد يتعرّضون الأطفال للاستهزاء من قبل أقرانهم بسببها، أيضًا صعوبة تكيّف الإناث اللواتي يصلن إلى الحيض قبل عمر 9 سنوات، مع ارتداء الفوط الصحيّة وتغييرها.