«قديمك جديد بالنسبة لهم».. عبارة لها معنى ووقع كبير في أنفس طالبي الأجر وأهل الكرم والساعين للخير، خصوصاً في الشهر الفضيل، متنافسين على أبواب الخير الكثيرة، يطرقون أياً منها لعله يكون الباب الذي يكسبون من طرقه رضا الله عز وجل، أو باب صدقة على محتاج يدخل فيها البهجة والسرور على أهله، يحصل بعدها على دعوة تغير مجرى حياته، أو فرج وفك كربة، فقد يقع أصحاب القلوب الطاهرة في فخ المستغلين والمتاجرين بنياتهم واللاهثين خلف الصدقات، وتحويرها لتكون مكسباً وربحا لهم. في هذه العجالة، أخصص الحديث عن «حاويات الملابس المستخدمة» التي تطفح أبوابها الفولاذية وينسد مزلقها وتعلن اكتفاءها، وتتراكم بجانب تلك الصناديق أكوام لا منتهية من أكياس الملابس الفائضة لدى أصحابها الذين قرروا استثمارها في الخير. المخزي؛ قد تكون تلك الحاويات ليست تابعة للجمعيات الخيرية والرسمية والمعنية بتوزيع تلك الحاويات على الأحياء، وقد تكون تحت مؤسسات وهمية همها الكبير جمع أكبر عدد من ملابس الصدقات، وبيعها في سوق الملابس المستعملة. في وقت سابق، قررت أمانات المحافظات بأن يقتصر مكان وضع حاويات جمع الأثاث، والملابس المستعملة على مقار فروع الجمعيات في الأحياء، وقد تم التعميم على الجمعيات لتصحيح وضع الحاويات التابعة لها، فالحذر من الحاويات المنتشرة وإن كانت مكللة بالعلامات الرسمية، والعبارات المحفزة، والبحث والتقصي لمن تعود منفعتها، ومصدر أماكن تلك الحاويات، وعلى المتسابقين للخير التأكد من إيصال صدقاتهم لمستحقيها ليكتمل الأجر.