تعرضت مدينة أربيلفجر (الأحد)، إلى هجوم صاروخي هو الأول من نوعه منذ نحو عامين، بعد الهجمات التي ردت فيها إيران على مقتل زعيم فيلق القدس قاسم سليماني مطلع عام 2020، من خلال 12 صاروخا باليستيا متوسط المدى من طراز (فاتح) وهو أحد صواريخ طهران الذي اعتمدت في صناعته على تقنية روسية تعود للحقبة السوفيتية عبر الاعتماد على الوقود الصلب. ويواجه عادة مشاكل في التوجيه دفعت طهران إلى استبعاده من المناورات الحية التي تجريها بين وقت وآخر. الصواريخ التي انطلقت من قاعدة (سهند) جنوب غربي مدينة تبريز على مقربة من الحدود العراقية، وتقع القاعدة داخل منحدر جبلي، إذ يصل ارتفاع تلك الجبال إلى أكثر من 1600 متر عن سطح الأرض، وتتميز بكونها قاعدة أنفاق تحت الأرض ويصل مدى هذه الصواريخ بين 200 – 300 كم. استهدفت الصواريخ أكثر من منطقة داخل أربيل منها مطار أربيل الدولي ومبنى القنصلية الأمريكية الجديدة (قيد الإنشاء)، ومقر قناة كردستان 24 وأماكن مدنية أخرى بحجة وجود مقرات للموساد الإسرائيلي فيها، رداً على قيام إسرائيل بقتل اثنين من قيادات الحرس الثوري في سورية قبل أيام، وقد نفى محافظ أربيل أوميد خوشناو المزاعم الإيرانية، مؤكدا أنه لا وجود للموساد في هذه الأماكن. الادعاء الإيراني الذي سبق في حقيقته غير منطقي، إذ سبق أن قتل داخل العراق وفي معسكر آمرلي تحديداً قيادات من الحرس الثوري تم تشييعهم رسمياً داخل إيران بعد قيام طيران مجهول (يعتقد أنه إسرائيلي) بقصف معسكر آمرلي الذي كان يستخدم كمعمل لتطوير أسلحة للمليشيات ولم تقم طهران بأية ردة فعل حينها. وللتوضيح أكثر حيال ضعف وزيف الادعاءات التي ساقتها إيران ومنصات المليشيات الولائية المرتبطة بها، نذكر بما سبق أن نشرته «عكاظ» بتاريخ 15 فبراير 2022 تحت عنوان: «أربيل هدف المليشيات القادم»، وجاء فيه أن التحالف الدولي رصد عدداً من الطائرات المسيرة قادمة من الحدود الشرقية لمدينة أربيل، وأنه تم إسقاط إحداها وهي محجوزة لرفع البصمات والبحث والتحليل. وعلى إثر ذلك أصدر القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي أمراً بانسحاب «لواء/30 حشد شعبي» من مكان تواجده (المنطقة التي جاء منها الطيران المسير)، وأن تتسلم المنطقة قوات من الجيش العراقي. في اليوم التالي ألغي أمر انسحاب «لواء/30 حشد شعبي» من المنطقة والتفسير الوحيد أن قيادة اللواء أعطت تعهدات بأن مناطق مسؤوليتهم لن تكون منطلقاً لاستهداف كردستان بعد الآن سواءً عبر صواريخ الكاتيوشا أو الطيران المسير، ولعدم وجود أرض بديلة داخل العراق يمكن أن تكون منصة الإطلاق وأيضاً الخشية من ردة الفعل الأمريكية بقيام الطيران الأمريكي أو طيران التحالف الدولي بالرد عليهم جعلهم مرغمين باللجوء إلى جغرافية بديلة من داخل الأراضي الإيرانية لاستهداف كودستان والتي لا يعتقد أنها ستكون المرة الأخيرة. وانتشر قبل يومين من الاستهداف بيانات على منصات مليشياوية ولائية مرتبطة بإيران منها بيان لمجموعة تطلق على نفسها (أصحاب الكهف) تدعي دخول عناصر استخبارية من جنسيات مجرية وليتوانية وإيطالية وألمانية وبريطانية إلى العراق لتدريب ما أسموه (مرتزقة) للقتال مع أوكرانيا ضد روسيا. وبحسب البيان يجري تدريبهم في قاعدتي (التنف) على الحدود العراقية السورية و(عين الأسد) في محافظة الأنبار، ما يرشح أن هاتين القاعدتين قد تكونا عرضة للاستهداف في الأيام القادمة أيضا.