وصف الخبير الصحي استاذ الصحة العامة البروفيسور توفيق أحمد خوجة، مرض داء السكري بأنه من الأمراض المزعجة في المنظومة الصحية في جميع دول العالم، باعتباره يتصدر أرقام الإصابات بجانب مشاكله المترتبة في مضاعفات المرض. وقال ل«عكاظ»، السكري من النوع الثاني هو أحد أنواع مرض السكري الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، ويحدث نتيجة حدوث مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الإنسولين أو عدم كفاية كمية الإنسولين المنتجة في البنكرياس، نتيجة لعدة عوامل أهمها زيادة الوزن وغياب ممارسة الرياضة، ويطلق عليه أيضا اسم السكري غير المعتمد على الإنسولين وسكري البالغين، وفي هذا النوع من السكري، ينتج البنكرياس كمية طبيعية من الإنسولين وربما أيضا أكثر من المعتاد، ولكنها لا تكون كافية للجسم أو تكون هناك مقاومة من قبل الخلايا للإنسولين فلا يعود قادرا على التأثير فيها وبالتالي إدخال الجلوكوز من الدم لها، ويؤدي هذا إلى تجمع الجلوكوز في الدم وارتفاع مستوياته. ويختلف النوع الثاني عن النوع الأول من داء السكري، الذي يتوقف فيه البنكرياس عن إنتاج الإنسولين نتيجة لتدمير جهاز المناعة في الجسم خلايا بيتا المنتجة للهرمون في البنكرياس، إذ في النوع الثاني من السكري تكون خلايا بيتا تنتج الإنسولين بشكل طبيعي، كما أنها قد تنتج كمية أكبر ولكنها لا تكون كافية لأيض الجلوكوز في الجسم. وأردف أن هناك العديد من المضاعفات التي قد تحدث -لا سمح الله- بسبب السكري أبرزها: ⁃ تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي) فنتيجة الارتفاع المستمر في نسبة الجلوكوز في الدم، يؤدى إلى تلف جدران الشعيرات الدموية التي تغذي العصب، مما يتسبب في تلف الأعصاب، الذي يسمى الاعتلال العصبي السكري (اعتلال الأعصاب السكري). ⁃ تلف الكلى، فعندما يصاب الشخص بالسكري وارتفاع ضغط الدم، يصبح المريض أكثر عرضة لتلف الكلى، حيث يرتبط القصور الكلوي لدى مرضى السكري أيضا بالاعتلال العصبي أو تلف الأعصاب. ⁃ تلف العين (اعتلال الشبكية)، إذ يمكن لمرضى السكري أن يصابوا بمضاعفات فى الرؤية والعين، من خلال الإصابة باعتلال الشبكية او إعتام عدسة العين، نتيجة ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، وزيادة الضغط في مقلة العين ما يؤدي إلى تلف العصب البصري. ⁃ أمراض القلب التاجية، فداء السكري يتلف جدار الأوعية الدموية الذي يتسبب في تراكم الدهون في الجدران ويتلف ويضيق الأوعية الدموية. ونتيجة لذلك، تقل إمدادات الدم إلى عضلة القلب ويزداد ضغط الدم، مما يؤدي إلى حدوث النوبات القلبية المفاجئة. ⁃ السكتة الدماغية، يمكن أن تكون مضاعفات مرض السكري من النوع 2 أيضا السكتة الدماغية التى تحدث نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم. ⁃ ارتفاع ضغط الدم، إذ يؤدى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إلى ارتفاع ضغط الدم الذى يؤدى للإصابة بتلف العين الشديد أو تلف الكلى. وينصح البروفيسور خوجة لتفادي التعرض للسكري المكتسب النوع الثاني بضرورة الحفاظ على الوزن الطبيعي، إذ تشكل دهون البطن خطرا كبيرا على الصحة، المواظبة على ممارسة الرياضة، إذ تساعد كل أشكال التمارين الرياضية على منع تطور مرض السكري، بما فيها المشي لمدة 30 دقيقة يوميا، اتباع نظام غذائي صحي، والحد من أطعمة الدهون والملح والسكر، والحرص على تناول الوجبات الغنية بالألياف وخصوصا الفواكه والخضراوات، تجنب المشروبات الغازية لكونها تحتوي على كمية كبيرة من السكر، واستهلاكها يعني الرفع من مستويات السكر في الدم وتعزيز مقاومة الإنسولين، وينصح باستبدال المشروبات الغازية بشرب الماء أو العصائر الطبيعية، تجنب التدخين لأن فرص الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري تزداد لدى المدخنين، بينما التوقف عنه يجعل الإصابة به تتراجع بنسبة 30 إلى 50%، يجب مراقبة ضغط الدم بشكل مستمر وتفادي أن يكون مرتفعًا، كما يجب تجنب الإجهاد، فالتوتر والإجهاد وضغط العمل هي أيضا عوامل تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وضرورة الحرص على النوم الصحي لساعات كافية وتجنب السهر، لتفادي التأثيرات السلبية على مستويات السكر في الدم.