تواجه جماعة الإخوان الإرهابية مشكلات تكمن في نقص الدعم المالي واللوجيستي بالقارة الأوروبية، في ظل سعي السلطات الأمنية إلى تضييق الخناق على الجماعة والمنظمات التابعة لها، لتطهير البلاد من الإرهاب والتطرف، والعمل على مواجهة مخاطر تيار الإسلام السياسي، الذي يعتبره البعض بالقارة العجوز تهديداً مباشراً لأمنها القومي. قال المحلل السياسي بالقاهرة، والباحث في الشؤون الدولية محمد ربيع الديهي ل«عكاظ» إن عدداً كبيراً من الدول الأوربية بدأت في تعزيز إجراءاتها القانونية، لمواجهة مكافحة الإرهاب والتطرف على أراضيها، التي تقوم بها تيارات «الإسلام السياسي» على رأسها جماعة الإخوان الإرهابية على خلفية تهديدات مستمرة من جانب تلك التنظيمات، بتصعيد العمليات داخل القارة الأوروبية في الفترة المقبلة، وهو أمر حذر منه الاتحاد الأوروبي مراراً خلال العام الماضي، موضحاً أن الدول الأوربية التي قامت بتلك التشديدات هي «النمساألمانيا، فرنسا، الدنمارك» إضافة إلى حظر أي شعارات أو نشاطات تقوم بها تلك التنظيمات على أرضها. وتوقع المحلل السياسي أن تشمل تلك القرارات عدداً من باقي الدول الأوربية خلال الأشهر القادمة، وهو ما يشير إلى قرب نهاية جماعة الإخوان الإرهابية إقليمياً ودولياً، مؤكداً أن «الإخوان» تعاني خلال تلك الأيام بالعواصم الأوربية والدول التي تأويها عدداً من المشكلات على رأسها توقف الدعم المادي واللوجيستي، وتوقف عدد من الجمعيات والمراكز التابعة لها، ووقف عمليات الاستثمار لكثير من رجال الأعمال. وأشار إلى أن جماعة الإخوان منتشرة في أوروبا وتتلقى تبرعات كثيرة، إلا أن دول الاتحاد الأوروبي لن تسمح بمزيد من الإرهاب، عبر تواجد وتنامي تلك التنظيمات المتطرفة على أراضيها، ولن تسمح بوجود كيانات ممثلة أو داعمة للتيارات المتشددة، مبيناً أن هذه العصابات الإرهابية لم توضع بعد على قوائم التنظيمات المتطرفة بعدد من الدول الأوربية مثل «داعش» و«القاعدة» وإن كانت أجهزة الاستخبارات الأوربية تصنفها بأنها أكثر خطورة من تلك التنظيمات، ولكن ما زالت ترصد وتتابع هذا الملف عن كثب لحين اتخاذ القرار. وشدد الديهي على أن تنظم الإخوان الإرهابي يواجه مصيراً مظلماً داخل القارة الأوروبية، التي طالما وفرت حواضن للتنظيم، وقدمت له كافة أوجه الدعم له، لكنها تيقظت أخيراً لمدى خطورة الدور الذي يلعبه التنظيم في نشر التطرف والإرهاب، بتجفيف منابع تمويله.