لم يعد للأرقام معنى! ليس لأنها أضحت بلا قيمة، ولكن لأنها تتصاعد بشكل جنوني في كل مكان في الكوكب الأرضي. ففي حين كان العنوان الرئيسي لهذه الصفحة من عدد الإثنين 208.000.000 إصابة، قفز العدد نهار الثلاثاء إلى 311.33 مليون إصابة منذ بدء نازلة فايروس كورونا الجديد. وبالطبع فإن عدد الوفيات ارتفع بشكل مماثل إلى 5.51 مليون وفاة. ويعني ذلك ببساطة أن العالم سجّل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 3.16 مليون إصابة جديدة! رافقتها 6.351 وفاة إضافية. وكان النصيب الأكبر من هذا البؤس الصحي للولايات المتحدة، وهي أصلاً الدولة الأولى عالمياً من حيث عددُ الإصابات والوفيات. فقد سجلت أمريكا الإثنين 1.48 مليون حالة جديدة، بحسب مرصد بلومبيرغ لتطورات أزمة كوفيد-19. ومن المؤسف أن وفيات أمريكا هي أيضاً في زيادة، إذ قيدت أمريكا خلال اليوم نفسه 1653 وفاة إضافية. ولذلك كان طبيعياً أن يقفز العدد التراكمي لإصاباتها منذ اندلاع الجائحة إلى 62.66 مليون إصابة، فيما ارتفع العدد التراكمي لوفياتها إلى 861.336 وفاة. وتتجه الأزمة إلى تفاقم مخيف في كل من تركيا، والفلبين، والجمهورية الآيرلندية، وكزاخستان. فقد قفز العدد التراكمي للإصابات في تركيا أمس إلى أكثر من 10 ملايين إصابة؛ فيما ارتفع العدد في الفلبين أمس إلى 3 ملايين إصابة. أما في آيرلندا فقد قفز إلى مليون إصابة. وباتت كازاخستان المضطربة قاب قوسين أو أدنى من تجاوز مليون إصابة (999.654 إصابة حتى أمس الثلاثاء). وتزحف فيتنام حثيثاً صوب مليونيْ إصابة (1.91 مليون إصابة أمس). وتواصل سلالتا أوميكرون ودلتا هجمتهما المزدوجة الضارية على الإنسانية، على رغم ارتفاع عدد جرعات اللقاحات المستخدمة في أرجاء العالم أمس إلى 9.48 مليار جرعة. وأعلنت إدارة الرئيس جو بايدن (الإثنين) أنه اعتباراً من السبت القادم، سيكون القانون ملزماً لشركات التأمين الصحي الخاصة بتغطية تكاليف تزويد كل شخص من المؤمَّن عليهم بثمانية أجهزة فحص شهرياً للاستخدام المنزلي. ويعتقد بأن ما لا يقل عن 150 مليون أمريكي (نحو 45% من السكان) يعتمدون على التأمين الصحي لدى الشركات الخاصة. وضمت الولاياتالمتحدة جارتها كندا أمس الأول، إلى قائمة الدول التي يُنصح الأمريكيون بعدم السفر إليها، بسبب الحالات الفايروسية المتزايدة. وقالت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أمس إنه حتى لو كان الأمريكي محصّناً بالكامل فإنه يُنصح بعدم السفر إلى كندا، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وجنوب أفريقيا، ودول أخرى. ويبلغ متوسط عدد الإصابات الجديدة في كندا حالياً 42.062 يومياً. وفيما أعلنت بريطانيا أمس تسجيل 142224 إصابة جديدة، و77 وفاة إضافية، خلال الساعات ال24 الماضية؛ فجعت بولندا أمس (الثلاثاء) بارتفاع عدد وفياتها منذ اندلاع نازلة كورونا إلى أكثر من 100 ألف وفاة. ويرجح أن ذلك العدد يعزى إلى رداءة المنظومة الصحية المهترئة، والتراخي في تطبيق التدابير الوقائية طوال السنة الماضية. ورزئت الفلبين التي قفز عدد مصابيها منذ بدء النازلة إلى 3 ملايين إصابة أمس؛ بزيادة مفزعة في عدد الحالات الجديدة. وقالت السلطات الفلبينية أمس إن نسبة النتائج الإيجابية للفحوص التي أجريت الإثنين وصل إلى 46% من جميع الفحوص. وعادت ألمانيا لتسجيل قفزات مخيفة في عدد حالاتها الجديدة؛ إذ سجلت الإثنين 45.690 إصابة جديدة؛ في حين لم يتجاوز عددها الأحد 25.255 إصابة جديدة. وقالت الصين أمس إنها رصدت 110 إصابات محلية المنشأ، منها 87 إصابة جديدة في محافظة هينان. وتعاني الصين -ثاني أكبر اقتصاد في العالم- من هجوم مزدوج تشنه عليها سلالتا دلتا وأوميكرون. 20 ضعفاً زيادة إصابات الهند ذكرت السلطات الهندية أمس أنها قررت إغلاق المطاعم والحانات في العاصمة نيودلهي. وأضافت أنها سجلت 168.063 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية، بزيادة 20 ضعفاً عما كان عليه الوضع قبل شهر. وفرضت معظم ولايات الهند حظر التجول ليلاً، فيما ينفذ حظر التجوال الليلي في نيودلهي خلال يومي عطلة نهاية الأسبوع. وعلى رغم المخاطر الجمّة؛ بدأ ما يراوح بين 800 ألف ومليون نسمة من الهندوس الوفود إلى ضفة نهر غانجيز، المقدس لديهم، للاحتفال بطقوسهم في ولاية غرب البنغال، التي تأتي في المرتبة الثانية -بعد ولاية مهاراشترا- من حيث كثرةُ الإصابات حالياً. وكانت الهند تعرضت العام الماضي لهجمة فايروسية شهدت تجاوز عدد الإصابات اليومية 400 ألف إصابة يومياً. ويتوقع الخبراء الهنود أن تتعرض البلاد خلال الأسابيع القادمة لهجمة خطيرة من سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً. بيد أن سلالة دلتا لا تزال تهيمن على المشهد الصحي الهندي منذ ظهورها هناك في أكتوبر 2020.