تزايدت التصفيات الداخلية في أوساط مليشيا الحوثي، وحاول مسلحون مساء (الجمعة)، اغتيال وزير خارجية الانقلاب المعين عن حزب المؤتمر الشعبي هشام شرف في منطقة شعوب بالعاصمة صنعاء، وأودت المحاولة بحياة أحد حراسه. وقالت مصادر موثوقة ل«عكاظ»، إن محاولة اغتيال شرف تأتي في إطار اتهامات وجهها جناح حوثيي صعدة (كهوف صعدة)، إلى جناح صنعاء المتحوث (طيرمانات صنعاء) بالوقوف وراء تسريب وثائق الفساد وفضح المليشيا في وزارة الخارجية وغيرها من المؤسسات، بالإضافة إلى اتهامهم بأنهم من بقايا النظام السابق (نظام علي صالح)، مؤكداً أن جناح صعدة الذي يتزعمه الإرهابي عبد الملك الحوثي ومدير مكتبه نبيل العزي عازمان على تصفية المتحوثين من أبناء صنعاء وحجة وعمران وتعز عبر وسائل مختلفة بما فيها التصفية تحت مسمى الوفاة بفايروس كورونا، رغم قوة سيطرة الجناح المستهدف على عصب المليشيا والمتمثل في إدارة المؤسسات الحكومية والسلطات الإدارية. ولفتت المصادر إلى أن المتحوثين من أبناء المحافظات والذين يصفهم الحوثيون بأصحاب «الطيرمانات»، وهم أسر الشامي والمتوكل بالإضافة لقيادات حزب المؤتمر الشعبي والشخصيات القبلية أصبحوا في مرمى النيران، إذ توفي رئيس هيئة الموارد المائية أحمد الشامي في ظروف غامضة (الخميس)، وهو رابع قيادي من أسرة الشامي المعروفة بتبعيتها للحوثي في صنعاء يتوفى بهذه الطريقة، بعد مهندس الانقلاب يحيى الشامي ونجله زكريا الذي كان يشغل نائب رئيس هيئة أركان المليشيا وأحد المتورطين في تسهيل تدمير المؤسسات العسكرية، ونائب عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء الدكتور علي الشامي. ورغم محاولات المليشيا التكتم على الوفيات الداخلية وصراع الأجنحة، إلا أنها أقرت أمس (السبت) عبر أحد مستشاري الوزير الانقلابي بأن ما حدث لم يكن محاولة اغتيال بل إطلاق نار بالخطأ، تصادف مع مرور موكب شرف ما أدى لمقتل الحارس الشخصي. وكانت «عكاظ» كشفت عن حجم الفساد في خارجية الانقلاب التي يديرها هشام شرف والذي بلغ نحو مليار ريال يمني، ناهيك عن الحوالات ربع السنوية التي ترسل إلى سفارتي الحوثي في طهران ودمشق وعمليات الإتجار وتهريب المخدرات والسلاح.