أكد ولي عهد دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في قمة «الشرق الأوسط الأخضر» أن دعوة المملكة الشقيقة لهذه القمة نابع من دورها المحوري المسؤول في المنطقة والعالم أجمع لإرساء مفهوم الأمن الشامل إنسانيا واقتصاديا ومناخيا وبيئيا، فهي القبلة والمظلة صاحبة الرؤية الاستباقية والالتزام المسؤول عن المنطقة والأكثر استشعارا لمسؤوليتها الدولية، وأن هذا الاجتماع في هذه القمة المهمة خير دليل على السعي لإنجاح الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة التغيير المناخي الذي ستعاني منه بعض الدول، لا سيما دولة الكويت. وأوضح أن قمة الشرق الأوسط الخضراء تأتي في ظروف استثنائية مبرزة حاجة العالم أجمع إلى خطط الاستدامة والاهتمام بالمناخ والبيئة والاقتصاد، مشيراً إلى أن استمرار التغيير المناخي يقودنا إلى سلسلة من الكوارث بما في ذلك حرائق الغابات والفيضانات ودمار المحاصيل الزراعية والجوع وشح المياه والأوبئة. وأشار الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى أن دولة الكويت ما زالت في طليعة الدول الساعية إلى تحقيق الاستدامة البشرية والبيئية، وشريكاً دائماً لكل ما من شأنه تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة التغيير المناخي العالمي، ولن تتخلى عن التزاماتها في هذا السياق، ولها من الشواهد بالتوقيع والمصادقة على الاتفاقيات والبروتوكولات الإقليمية والدولية والمشاركة في المؤتمرات ذات الصلة والسعي إلى كل اتفاق يحفظ حقوق دول المنطقة في السير إلى تحقيق التنمية المستدامة تماشيا مع الإستراتيجيات والأولويات التنموية لها. وبين أن الكويت حثت دول العالم كافة على الاستجابة الفعالة الساعية إلى تحقيق الاستدامة البيئية، لافتاً إلى أن دولة الكويت أطلقت إستراتيجيتها البيئية ضمن رؤية الكويت الجديدة 2035، بالإضافة إلى التشريعات المعنية بالبيئة وقوانين حمايتها وترشيد استهلاك المواد الطبيعية وخفض نسبة التلوث وإعادة تأهيلها، وتوظيف الطاقات المتجددة. وأبان أن دولة الكويت لديها رؤية تؤكد أن مستقبل البشرية يكمن في الحلول الخضراء والإدارة الحكيمة للأصول البيئية وأهمية ربط الجهود الفريدة بالمبادرات الإقليمية والدولية، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه من خلال مشاركتها في هذه القمة، مفيداً أن ذلك نابع من حرصها على الاستدامة البيئية. وعلى أرض الواقع، أفاد الشيخ الصباح أن الكويت لديها خطط استدامة بيئية تهدف إلى تعزيز مسارات الحياد الكربوني وزيادة رقعة التشجير وإقامة المحميات البرية والبحرية والحد من انبعاثات الكربون وإدخال الطاقات المتجددة والشروع بتنفيذ عدد من المشاريع. وأكد أن دولة الكويت تدعم بالكامل مبادرة المملكة والعمل معها لتنفيذ أهداف ومقاصد هذه القمة وبما يعود على منطقة الشرق الأوسط وبيئتها بالخير والمنفعة، مبيناً اهتمام الكويت الذي توليه بتوجيهات مباشرة من أميرها لمواجهة التحديات التي تتعلق بالبيئة.