ثمة أوجاع حوَّلت منذ القدم متوجِّعين إلى مبدعين ومشاهير عالمياً، وسأضع أمامكم بعضاً من أصحاب الهمم المتوجعين الخلَّابين.. لذا علينا أن نجعل أوجاعنا جسراً نعبره ب«الهمة» من «وجع جميل» إلى طريق صوب «القمة».. ومن تلك النماذج ممن حولوا «الوجع» إلى «إبداع»: الرحالة والفيلسوف المسلم «أبو الريحان محمد البيروني» (362_440)؛ إذ توجَّع من وفاة والده في سن مبكرة، فاضطر للعمل لإعانة والدته إلى أن التقى بعالم شهير من اليونان، فكان مشروع عالِم شهير عالمياً.. العالم والطبيب المسلم «ابن سينا» (370_427 ه)؛ حين أحسَّ بوجع من حوله أخرجت إنسانيته ما في جعبته، فلُقِّب ب«أبي الطب» و«أمير الأطباء».. عالم الرياضيات والفلك والجغرافيا المسلم «الخوارزمي» الذي تسلَّم زمام الأمور في مكتبة المأمون، وحين توجَّع حل عقدة الحساب والجبر والتاريخ والجغرافيا فبقي أثره إلى اليوم.. المخترع ورجل الأعمال الأمريكي «توماس إديسون» Thomas Alva Edison« (1847_1931)، دخل المدرسة في سن السابعة لعُمُره وطرده معلموه عقب ثلاثة أشهر فقط من التحاقه لعدم قدرته على التعُّلم حسب تقديرهم، وهذا الوجع جعله أعظم المخترعين تاريخياً.. العالم الفيزيائي الشهير «إلبرت أينشتاين» Albert Einstein (1879_1955)، المشهور ب«أب النسبية»، الذي وصف بين زملائه بالغباء حتى أصبح أشهر العباقرة على مر التاريخ.. وعالم الفيزياء النظرية والكون ستيفن «وليام هوكينج» Stephen William Hawking (1942_2018)، الذي يعد قدوة في تحدي الإعاقة ومقاومة المرض فأنجز ما عجز عنه الأصحاء.