شارك أكثر من 500 شخص مراسم تشييع عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ، لإلقاء نظرة الوداع على جثمانه. وتجمع المشيعون عند بوابة كنيسة سان ماري الكبرى في مدينة كامبريج البريطانية، لوداع عالم الفيزياء، المعروف بأعماله حول أسرار الكون، والذي توفي داخل منزله في كامبريدج يوم 14 مارس الماضي عن عمر ناهز ال76 عامًا. يذكر أن ستيفن هوكينغ Stephen Hawking كان يعاني من التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض عصبي انتكاسي يصيب الخلايا العصبية الحركية لدى الشخص البالغ، وقد تسبب له بالشلل وجعله لا يستطيع التكلم إلا بواسطة جهاز كمبيوتر بصوت اصطناعي تحول إلى سمة مميزة له. ولم تمنع هذه الإعاقة هوكينغ من أن يصبح أحد أعظم العلماء المعاصرين ويتحدى التوقعات التي لم تكن تمنحه سوى بضع سنوات من الحياة بعد إصابته بالمرض العضال. ولأن مرض التصلب الجانبي، مرض مميت لا علاج له، فقد أعلن الأطباء أن ستيفن هوكينغ لن يعيش أكثر من سنتين، ومع ذلك جاهد المرض حتى تجاوز عمره ال 75 عاماً، وهو أمد أطول مما توقعه الأطباء. وقد أتاح له ذلك فرصة العطاء في مجال العلوم وبالتحديد علوم الفيزياء النظرية، إلا أن هذا المرض جعله مقعداً تماماً وغير قادر على الحركة، ولكنه مع ذلك استطاع أن يجاري بل وأن يتفوق على أقرانه من علماء الفيزياء، رغم أن أجسادهم كانت سليمة ويستطيعون أن يكتبوا المعادلات المعقدة ويجروا حساباتهم الطويلة على الورق، بينما كان هوكينج وبطريقة لا تصدق يجري كافة هذه الحسابات في ذهنه، ويفخر بأنه حظي بذات اللقب وكرسي الأستاذ الذي حظي به من قبل السيد إسحاق نيوتن، وبذلك فهو يُعتبر رمزاً يُحتذى به في الإرادة وتحدي الإعاقة.