بعد مواجهات حازمة لم تنقطع يوماً في شتى ميادينها الصفية واللاصفية والبرامجية والمنهجية وغيرها، بدأت وزارة التعليم للمرة الأولى في هذا العام مواجهة الفكر الضال بفكر وإستراتيجية جديدة عبر منهج علمي أساسي تم تضمينه ضمن مقررات الصفين الثالث المتوسط والأول ثانوي، وهو منهج «التفكير الناقد». واشتمل المقرر الجديد على العديد من الوحدات والموضوعات التي روعي فيها أن تسهم في رعاية النمو العقلي للطلبة في المرحلتين من خلال تحصينهم وتدريبهم على إعمال عقولهم وتنمية قدراتهم وإعدادهم بالمعارف والمفاهيم المنطقية وتدريبهم على ممارسة مهارات التفكير الذي يتصدى لكل محاولات اختراقهم سواء من ضلالات الأفكار الهدامة أو التحزبات المتطرفة. وركزت دروس وتطبيقات المنهج الجديد على كشف وتعرية خطاب الكراهية ومحاولات تأجيج الصراعات وبيان عواقبها، إضافة إلى إحكام العقل والتفكير وتبيان حدود حرية التعبير والنقد البناء، مع تعزيز لغة التحاور حتى بين أفراد العائلة الواحدة، كما ركز منهج التفكير الناقد على كيفية كشف وفرز ما يثار في وسائل التواصل الاجتماعي من شائعات أو أي مهددات لأمن الوطن والتصدي لها وأهمية الالتزام بالثوابت وتقدير الرموز الوطنية وسعت إلى غرس المبادئ والقيم الوطنية والانتماء لدى هذه الفئة لحصينهم ضد أي مهددات. وأضحت مادة «التفكير الناقد» منهجاً واقعاً بين يدي الطلاب الآن، وجاءت إدراكاً من وزارة التعليم أن الطالب والطالبة هم رأس المال الحقيقي الذي ينبغي الاستثمار فيه ورأس المال الدائم للوطن الذي يعول عليه الكثير في بناء مستقبله، وجعل المقرر الطالب محور العملية التعليمية بهدف تعزيز مهارات التفكير لديه ومساعدته في إعمال عقله في المسائل التي تواجهه وفهمها فهماً جيداً والمشاركة بفاعلية في الإسهام في تطوير حلول مناسبة ومبتكرة تلائم تحديات الواقع ومستجدات العصر، وإكسابه القدرة على مواجهة التغيرات التي تحدث في العالم في مختلف الميادين بثقة ومعرفة. ويستهدف مقرر التفكير الناقد تحرير الطالب من تأثير العاطفة والاستهواء والشائعات التي قد يكون لها آثار سلبية في قراراته، ويعمل كل ذلك على تنمية الاتجاه النقدي لديه عن طريق ممارسته الأنشطة التي تكسبه القدرة على فحص الحجج والأدلة وتحليلها. ويتوقع أن يؤدي هذا المقرر الجديد دوراً إيجابياً في تطوير مهارات الطالب في التفكير المنطقي وبناء عقليته النقدية لأنه المستقبل الذي يراهن عليه في ميادين الانجاز والابتكار.