يبدو أن طالبان بدأت تغير ثقافتها القديمة حتى ثقافة اجتماع ال«لويا جيرغا» التقليدي، إذ عقدت الحركة أول اجتماع ل«لويا جيرغا» بنسخته الجديدة في قاعة المؤتمرات في العاصمة الأفغانية كابول أخيرا بمشاركة مجلس الأعيان وأصحاب الحل والعقد ورؤساء القبائل والأحزاب السياسية والعرقية ورجال دين ومندوبين من جميع الولايات الأفغانية. ودعي أكثر من 2000 شخص إلى هذا اللقاء الذي عقد في ظلّ حراسة أمنية مشددة. وصل آلاف المندوبين من جميع أنحاء البلاد إلى كابول في اجتماعات المجلس الكبير (لويا جيرغا) لمناقشة سبل إحلال الأمن والسلام في مرحلة ما بعد سيطرة طالبان على أفغانستان، حيث وصف الاجتماع بأنه الأوسع في الحقبة الجديدة. ويعني تعبير «لويا جيرغا» حرفياً «المجلس الكبير» في لغة البشتون، وهو يضمّ عامة من يعرفون ب«اللحى البيضاء» أي الزعماء المحليين. ويستدعى هؤلاء القادة مراراً من أجل الخروج بتوافق على الأسئلة السياسية الكبرى. وآخر اجتماع من هذا النوع عقد في عام 2013، حين وافق المسؤولون الأفغان على اتفاق أمني يسمح للقوات الأمريكية بالبقاء في أفغانستان بعد انسحابها.. ويتوزع الممثلون على مجموعات صغيرة يناقشون فيها المسائل المختلفة. من جهته، كشف المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، أن أمير الحركة وزعيمها الروحي هبة الله أخوند زاده المختفي عن الأنظار طيلة حياته سيظهر أمام الإعلام قريبا، ووصف مراقبون الظهور الإعلامي المنتظر بأنه سيكون الأول من نوعه في تاريخ أمير طالبان الذي عرف عنه الابتعاد الكامل عن الأضواء على غرار سلفه الملا محمد عمر، إذ بدأ يتردد كثيرا اسم زعيم الحركة، وأخذ البعض يتساءل عن طبيعة الدور الذي يمكن أن يلعبه خلال الفترة القادمة. وظهرت صورة واحدة فقط لهبة الله أخوند زاده أمير منذ اختياره من قبل مجلس شورى الحركة في 25 مايو 2016 عقب اغتيال الملا أختر محمد منصور. ويحمل زاده لقب «مولوي»، وهو أعلى من لقب «الملا» الذي كان يحمله مؤسس حركة طالبان محمد عمر، ويعتقد أنه أحد الأعضاء المؤسسين لحركة طالبان وكان مساعدا مقربا للملا محمد عمر. وفي عام 1996 عيّنه زعيم طالبان السابق الملا محمد عمر رئيسا لمحكمة عسكرية في كابول.