أعلنت حركة طالبان الأفغانية أمس تعيين الملا ورجل الدين هيبة الله أخوند زاده زعيماً جديداً لها وهو خيار سريع وغير متوقع، ليحل بذلك مكان الملا منصور الذي قتل في غارة شنتها طائرة أمريكية بلا طيار. وتزامنا مع هذا الإعلان، قتل عشرة أشخاص وأصيب أربعة بجروح في عملية انتحارية استهدفت حافلة صغيرة تقل موظفي محكمة في ضاحية غرب كابول، على ما أفادت السلطات المحلية. وأعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد تبني الحركة للهجوم. وعقد المتمردون اجتماعات طارئة منذ الأحد، غداة مقتل الملا منصور في باكستان، قبل أن يعلنوا مقتله رسميا أمس. وبعد ثلاثة أيام من المداولات، وقع اختيارهم على الملا هيبة الله اخوندزاده رجل الدين المعروف لدى قلة فقط، واليد اليمنى السابق للملا منصور. ويواجه اخوندزاده مهمة صعبة تتمثل في توحيد حركة مجزأة ومقسمة بعمق إزاء مسألة استئناف محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية. وتم تعيينه «بالإجماع، وبايعه الجميع»، حسب ما أكدت حركة طالبان في بيان على شبكة الإنترنت. ولم يكن هذا القرار متوقعاً، إذ لم يكن الملا هيبة الله يعتبر من الأسماء المرجحة لخلافة الملا منصور. زعيم طالبان الجديد يتعهد في تسجيل صوتي بعدم المشاركة في محادثات السلام – عدد الكلمات: 85 وفي وقت لاحق أمس تعهد زعيم الحركة الجديد بعدم العودة إلى محادثات السلام مع الحكومة في تسجيل صوتي بثته الحركة. وقال الرجل الذي جرى تعريفه على أنه هيبة الله أخونزاده في التسجيل الذي قدمه المتحدث باسم حركة طالبان «لا لن نشارك في أي نوع من محادثات السلام». وكان عدد من الخبراء يميل إلى إمكانية اختيار شخصية أخرى من التمرد الإسلامي مثل الملا يعقوب، ابن الملا عمر، مؤسس الحركة، أو سراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني القوية والحليف المقرب من حركة طالبان. وقالت مصادر في طالبان أن الرجلين قد يكونان رفضا قيادة الحركة، أحدهما بسبب صغر سنه، والآخر ل«أسباب شخصية». غير أنهما سيتمتعان بثقل داخل الحركة، إذ إن مجلس الشورى اختارهما نائبين للملا هيبة الله. ويبلغ الملا هيبة الله من العمر 50 عاماً تقريباً، وكان نائبا للملا أختر منصور. ويتحدر من قندهار، قلب بلاد البشتون في جنوبأفغانستان، وليست لديه أي من صفات المحارب الكبير. فرجل الدين المتحفظ هذا، تولى مسؤوليات في المحاكم الشرعية إبان فترة حكم طالبان (1996-2001). وقال الباكستاني رحيم الله يوسف زاي الخبير في شؤون طالبان إن الملا هيبة الله «يمثل الوضع الراهن» لعهد الملا منصور. لكن سرعان ما سيكون على الملا هيبة الله تسوية المسألة الشائكة المتعلقة باستئناف الحوار مع الحكومة الأفغانية في محاولة لإنهاء التمرد المستمر منذ قرابة 15 عاما. ففي عهد سلفه، توقفت محادثات السلام إلى أجل غير مسمى في الصيف الماضي، وباءت كل جهود كابول لإعادة حركة طالبان إلى طاولة المفاوضات بالفشل. ويشكك المراقبون إلى حد كبير في نية الزعيم الجديد إحياء الحوار. وقال يوسف زاي «لن يتفاوض» مع الحكومة الأفغانية.