مع اقتراب موعد تنصيب رئيس نظام الملالي الجديد إبراهيم رئيسي في الخامس من أغسطس القادم، تبدو إيران مقبلة على تطورات دراماتيكية على خلفية احتمالات انهيار محادثات فيينا التي تتهرب منها، التي تراوح مكانها حتى الآن، بالإضافة إلى «انتفاضة العطشى» في الأحواز، احتجاجا على شح المياه وسرقتها من قبل النظام الإيراني، وهو ما أدى إلى تمدد تلك المظاهرات إلى طهران. ومع عودة الهتافات المدوية «الشعب يريد إسقاط النظام»، فإن رئيسي- الذي أتى إلى الحكم عبر «مسرحية الانتخابات» التي كانت نتائجها معروفة سلفا- يواجه تحديات داخلية وخارجية من شأنها زلزلة الأرض تحت أقدامه.فمع ارتفاع نسب البطالة والفقر ومقصلة العقوبات، فإنه من المتوقع اتساع رقعة الاحتجاجات وعودة المظاهرات إلى مختلف المحافظات والمدن الإيرانية، وهو ما ينتظر أن يواجههه النظام الأمني بالقمع والقتل كما حدث من قبل.ولليوم السادس على التوالي، خرجت مظاهرات غاضبة في إقليم الأحواز ذي الأغلبية العربية جنوب غربي إيران، احتجاجا على تحويل السلطات لمجرى نهر كارون بعيدا عن مناطقهم، مما ينذر بالعطش وتداعيات خطيرة أخرى.ويمر بمحافظة خوزستان نهر كارون، الذي كان يغذي المنطقة بشكل جيد في الماضي، إلا أن سلطات طهران عملت على تجفيفه ونقل جزء من مساره إلى مناطق أخرى في البلاد، مما ترك السكان العرب يواجهون أزمة المياه ومحافظة خوزستان تقع ضمن منطقة الأحواز ذات الغالبية العربية الغنية بالنفط والمياه في آن واحد، لكن سكانها يعانون التهميش والاضطهاد من جانب نظام قم. وتفاقمت مشكلة المياه في الآونة الأخيرة، مع تحويل النظام لمياه النهر بشكل أكبر نحو مناطق أصفهان وزايندهرود، شمال شرق الإقليم العربي. ويشكل هذا الأمر تهديدا للسكان، الذين يعتمد قسم كبير منهم على مياه النهر في ري زراعاتهم، ويقولون إن الأمر كان مبيتا بغرض دفعهم للهجرة من الإقليم. ويتعرض العرب الأحواز للظلم والاضطهاد بشكل منتظم، بما يصل لدرجة التعطيش في إطار سياسة نظام طهران. وعلى الصعيد الخارجي، يواجه نظام قم مأزقا كبيرا، مع اقتراب انهيار الاتفاق النووي وتهديد واشنطن بعودة العقوبات، خصوصا بعد تصريحات الرئيس الإيراني المؤقت روحاني أن طهران «يمكنها تخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء تصل إلى 90 % إذا احتاجت إلى ذلك». ويأتي هذا التصريح وسط جهود إيران والقوى العالمية الست لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاثة أعوام.