أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى المملكة الأردنية الهاشمية نايف بن بندر السديري، توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالمساهمة بسد النقص الحاد من الأوكسجين الطبي ومستلزماته في وزارة الصحة الأردنية، بسبب جائحة كورونا، مشيراً إلى تأييد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال ندوة علمية نظمتها جامعة العقبة للتكنولوجيا تحت عنوان (العقبة ودورها في تعزيز العلاقات الأردنية السعودية اقتصاديا واستثماريا) برعاية رئيس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف البخيت، وبحضور سفير سلطنة عمان لدى الأردن هلال بن مرهون المعمري، والقنصل المصري في مدينة العقبة الأردنية سامي سعد مراد، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي لدى الأردن. علاقات عميقة وأشار السفير السديري إلى امتياز العلاقات الأردنية السعودية بعمقها وارتباطاتها الإستراتيجية التاريخية المتينة والأصيلة، منذ عهد مؤسسي البلدين رحمهما الله وحتى العهد الحالي، كما أن مستوى التنسيق بين البلدين على أعلى المستويات في القضايا والمجالات كافة، لافتاً إلى وجود مجلس التنسيق السعودي الأردني، واللجنة السعودية الأردنية المشتركة، ومجلس الأعمال السعودي الأردني المشترك، والعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم كالربط الكهربائي وغيره، إضافة إلى احتضان السعودية العديد من ذوي الكفاءات والخبرات من الأشقاء الأردنيين الذين يعملون في السعودية وتجاوز عددهم نصف مليون. شريك تجاري أول ولفت إلى أن السعودية تعتبر الشريك التجاري الأول بالنسبة للأردن، فحجم تجارة البلدين العام الماضي بلغ 5 مليارات دولار، كما تتصدر المملكة موقعاً متقدماً في قائمة المستثمرين بالأردن بنحو 13 مليار دولار، ونأمل في تجاوز هذا الرقم لتصبح المملكة أكبر الدول المستثمرة في الأردن، فالمملكة تُعد من أكبر 3 دول مستثمرة في الأردن بحسب تقارير الهيئة العامة للاستثمار السعودية، مؤكدا أن التبادل التجاري بين السعودية والأردن تأثر بالجائحة إيجابيا حيث زاد التبادل التجاري بين البلدين، بحسب الأرقام الصادرة من دائرة الإحصاءات العامة، وهذا سهل من انسيابية السلع مما ساهم في تخفيف أثر الجائحة على التبادل التجاري بين البلدين، لا سيما مع وجود آليات عمل متفق عليها مسبقاً لا تتأثر بالأزمات. منح للأردن وأكد أن الصندوق السعودي للتنمية قدم منحا وقروضا للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وصلت في مجموعها ل8 مليارات ريال، كما أن المملكة أسست لمرحلة جديدة في استقطاب الاستثمار السعودي إلى الأردن من خلال إنشاء شركة صندوق الاستثمارات السعودي الأردني عام 2017 برأسمال 3 مليارات دولار، ويملك صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية (90%) من رأسمال شركة الصندوق، بالشراكة مع 16 بنكاً أردنياً تمتلك (10%) من رأسمال الشركة، وتم مؤخراً رفع رأسمال الشركة ل100 مليون دينار إضافية. مشروع للرعاية الصحية وذكر سفير المملكة العربية السعودية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، أنه تمت الموافقة أخيراً على إنشاء مشروع الرعاية الصحية، الذي يبلغ حجم الاستثمار فيه نحو 400 مليون دولار أمريكي مبدئياً، ويعد هذا المشروع الحيوي الأول من نوعه في الأردن ويعتبر هذا المشروع باكورة المشاريع فعلياً حيث سبق أن تم طرح مشروع إنشاء وتأهيل سكة حديد تربط العقبة مع معان وإنشاء ميناء بري في معان إلا أنه يتم حالياً إعادة دراسته للنظر في أن يشمل العاصمة عمّان. تعزيز العلاقات وقال السفير السديري، إن الندوة تبرز دور منطقة العقبة في تعزيز العلاقات السعودية الأردنية اقتصادياً واستثمارياً، لافتا إلى أن العقبة تعد نموذجاً للمدينة السياحية المطلة على خليج يحظى بطبيعة خلابة ومحمية بحرية طبيعية تعتبر موئلاً لكائنات بحرية مهمة تمتاز بتنوع سمكي وتنوع مرجاني والعديد من الطيور المائية النادرة، إضافة إلى الاهتمام بمصادر الطاقة النظيفة. دفع الاستثمار من جهته، أكد رئيس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف البخيت، أهمية دفع الاستثمار بين البلدين الشقيقين إلى مستوى عالٍ من الاهتمام الرسمي ما سيؤدي إلى الازدهار الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية والاستقرار الأمني وتعظيم العلاقات المشتركة. بدوره، أشاد رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا الدكتور محمد سند أبو درويش، بالعلاقات الأخوية الأردنية السعودية، مشيرا إلى أن عقد هذه الندوة يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية والعلمية التي تقيمها الجامعة احتفاءً بمئوية الدولة الأردنية، إضافة الى تعزيز العلاقات الأردنية السعودية اقتصادياً واستثمارياً.