منذ آخر رحلة ركاب تجارية لطائرة الكونكورد الفرنسية البريطانية الصنع عام 2003 وسرعتها التي تضاهي سرعة الصوت وتقليص ساعات الطيران مقارنة بالطائرات النفاثة العادية، حيث كانت تقطع المسافة بين لندن ونيويورك في مدة أقصاها 3 ساعات فقط، في حين أن نفس المسافة تحتاج إلى 9 ساعات أو أكثر في الطائرات العادية، إلا أن هناك عقبات وانتقادات حادة واجهت مسيرتها، أولها أن الطائرة كانت لا تهبط إلا في مطارات محددة ومسارات مخصصة لها، حيث إن الضوضاء التي تسببها هدير محركاتها والتي كانت تصم الأذان وقد تحدث بعض الأحيان ضرراً في المباني والزجاج وحتى أرضية المطارات بسبب تلك الضوضاء ولكن بعد الحادث المميت في باريس عام 2000 الذي تسبب في مقتل جميع ركابها 113، وتراجع الطلب عليها، أحيلت تلك الطائرة إلى التقاعد نهائياً.. إلا أن صحيفة «فاينانشال تايمز» اللندنية، كشفت في عددها اليوم (الأربعاء) عزم شركة «يونايتد إيرلاينز» الأمريكية التقدم بطلب شراء 15 طائرة معروضة من قبل شركة «بوم سوبرسونيك» في دنفر بولاية كولورادو والتي تشبه إلى حد كبير طائرة الكونكورد في سرعتها، والتي من المفترض أن تدخل خدمة الركاب في وقت مبكر من عام 2029. وقال مؤسس شركة «بووم» ورئيسها التنفيذي بليك شول أمام لجنة بالكونجرس في أبريل الماضي، «نحن نؤمن بعالم حيث يمكن لعدد أكبر من الناس الذهاب إلى أماكن أكثر، بعد فترة حجر ليست بالقصيرة في منازلها وداخل بلدانهم بسبب الوباء، قد يتخيل البعض رحلة قصيرة عالية السرعة من سان فرانسيسكو إلى طوكيو في غضون ست ساعات، بدلاً من 11 ساعة». ودافع شول عن تأثير التلوث البيئي الذي يمكن أن تسببه تلك الطائرات، مؤكداً بأن الطائرات الجديدة ستحرق وقودًا أقل بكثير، كما أنها ستكون قادرة أيضًا على الطيران فقط باستخدام وقود طيران مستدام، منوهاً بأن أول رحلة تجريبية لطائرات «بووم» التجريبية ستتم في وقت لاحق من هذا العام أو العام القادم. وأشارت الصحيفة إلى أنه وفي الوقت نفسه، فإن الراحة التي كانت توفرها الكونكورد سابقًا لأفضل فئة من المسافرين قد تم تكرارها جزئيًا بواسطة طائرات رجال الأعمال طويلة المدى والطائرات الخاصة، وفي يوم من الأيام، قد تقلع طائرات شبيهة للكونكورد مرة أخرى، في نفس السرعة والإثارة، ولكن هذه المرة أكثر هدوءا واستدامة.