يؤكد دعم المملكة ورعايتها لأعمال المؤتمر الإسلامي «إعلان السلام في أفغانستان»، بمشاركة كبار المسؤولين والعلماء من جمهوريتي أفغانستان وباكستان الإسلاميتين، دورها التاريخي والريادي في قيادة العمل الإسلامي المشترك، وخدمة قضايا الإسلام والمسلمين، وسعيها الدائم لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في جميع أرجاء العالم الإسلامي. وتؤدي المملكة دوراً مهماً ومحورياً في دعم عملية السلام والمصالحة في جمهورية أفغانستان الإسلامية، انطلاقاً من حرصها على تحقيق آمال وتطلعات الشعب الأفغاني الشقيق في تحقيق السلام الدائم، واستعادة الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار. وقد بذلت رابطة العالم الإسلامي جهوداً كبيرة لانعقاد المؤتمر، بهدف تحقيق المصالحة بين الأطراف الأفغانية، وترسيخ دعائم السلام في جمهورية أفغانستان الإسلامية وتحظى مبادرتها «إعلان السلام في أفغانستان» بترحيب حكومي وشعبي كبيرين من الجانبين الأفغاني والباكستاني، يتجسد في الاتفاق على تأييد الجهود المبذولة لإنجاح عملية السلام، كما يأتي انعقاد المؤتمر مجسداً دور رابطة العالم الإسلامي في حل جميع النزاعات والخلافات داخل النسيج المجتمعي للأمة الإسلامية، في إطار الدعم والرعاية الكبيرة والريادة الإسلامية للمملكة العربية السعودية لهذا الدور الحيوي. إن المشاركة الكبيرة من مختلف أطياف الشعب الأفغاني وقياداته وعلمائه في المؤتمر، تعكس رغبة صادقة وعزماً أكيداً وإرادة حقيقية من الجميع في إحلال السلام الدائم في وطنهم والاستجابة والتفاعل الإيجابي مع جهود رابطة العالم الإسلامي ودعم المملكة لتحقيق السلام في أفغانستان، إذ إن الحروب التي استمرت على مدى أربعة عقود أهدرت حق الشعب الأفغاني الشقيق في ممارسة حياته الطبيعية، وألحقت ببلاده خسائر بشرية ومادية فادحة، مما يتطلب تبني مبادرة وطنية شجاعة من جميع الأفغان لتنفيذ بنود «إعلان السلام في أفغانستان». وتتمتع جمهورية أفغانستان الإسلامية، بموقع جغرافي إستراتيجي حيوي وموارد طبيعية كبيرة؛ لذا فإن نجاح جهود إحلال السلام واستعادة الأمن والاستقرار، والبدء في وضع أفغانستان على طريق المصالحة من خلال مسار سياسي حكيم سيشكل فرصة ثمينة لانطلاقة مسيرة التنمية الشاملة، وبناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية، وإعادة إعمار البلاد، إلا أن وصول عملية السلام في أفغانستان لأهدافها المنشودة يتطلب التزام جميع الفصائل والأطراف الأفغانية بالعمل الجاد والمخلص لتحقيق السلام واستعادة الاستقرار، وترسيخ الوحدة الوطنية، ودعم جهود الرابطة لتحقيق المصالحة، وتجاوز جروح الماضي وآلامه، والتزام نهج الإسلام الداعي للاعتدال والوسطية، ونشر السلام والوئام في المجتمعات الإنسانية. كما أن تحقيق المصالح والتوصل إلى سلام دائم بين جميع الفصائل والأطراف الأفغانية، يمهد الطريق لإنهاء العزلة السياسية المفروضة عن أفغانستان طوال العقود الماضية، ويمكنها من أداء دورها الطبيعي ضمن المجتمع الدولي، كما يجعلها شريكاً في إحلال السلم الإقليمي والدولي، وفي الحرب على التطرف والإرهاب، بدلاً من أن اعتبارها بؤرة لهما. ويأتي الدعم الأفغاني والباكستاني المشترك لجهود السلام من منطلق ما بين الدولتين والشعبين الشقيقين من علاقات حسن جوار وتعاون وتاريخ إيجابي ومصير مشترك في كثير من القضايا الرئيسة، ولما يحققه هذا السلام من أمن ورخاء واستقرار يعود بالنفع على كلا البلدين والشعبين والمنطقة بأسرها، كما تثمن الحكومتان الأفغانية والباكستانية، وكافة المشاركين في «مؤتمر إعلان السلام في أفغانستان» من مسؤولين وعلماء وصناع قرار، ويقدرون عالياً مواقف المملكة وجهودها الداعمة لإحلال الأمن والسلم في أفغانستان، وسعيها لتهيئة أجواء الحوار وتعزيز الثقة والإرادة المشتركة لإنهاء حالة الاحتراب، من خلال رعايتها ودعمها للمؤتمر.