وقف مبتسماً بكل حقارة، محتفياً بجوار تلميذ «نتن - ياهو»، نفتالي بينيت؛ الزعيم اليهودي المدافع عن الاستيطان، واليساري يائير لابيد زعيم حزب «هناك مستقبل»، لتلتقط الكاميرات صورة تفضح زيف وكذب الإخوان وفكرهم الظلامي الذي لا همّ له إلا السيطرة والحكم حتى لو كان ذلك على حساب قتل وسفك دماء الشعب الفلسطيني والتونسي والليبي والمصري؛ حيث يسعى تنظيم الإخوان العالمي لإقصاء وسفك دمائهم من أجل السلطة. وعندما جلس الإخواني منصور عباس لالتقاط الصور مع الزعيم اليهودي من اليمين المتطرف وحلفائه، لإعلان التحالف مع الحكومة الائتلافية الأكثر تطرفا من حكومة نتنياهو، لبيع القضية الفلسطينية، ونحر قضية المسلمين، لم تكن اللقطة الأولى ولن تكون الأخيرة تلك التي ظهر فيها الإخواني من الأقلية العربية في إسرائيل، منصور عباس، فهناك العشرات من الصور غير المعلنة لمؤمراة «الإخوان المسلمين» على قضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ما فعله الإخواني منصور عباس ليس غريبا عن شخصيته الظلامية، فهو معروف بدعمه تنظيم الإخوان، ولعل تصريحاته عن محمد مرسي أكبر دليل على ذلك.. وبحسب مصادر مقربة من القائمة العربية فإن القيادي الإخواني عباس تحصل على ضوء أخضر ومباركة من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ولم تكن الاتصالات التي أجراها مع قيادات الائتلاف الإسرائيليين بمبادرة من عنده، وهو ما يعني أن القرار صدر من قيادات التنظيم الدولي، وما يدعم ذلك أن منصور لم يكن الأول بل سبقه مؤسس الحركة الإسلامية عبدالله نمر درويش، الذي كان يعقد اجتماعات مع رؤساء إسرائيل ورؤساء الحكومات الإسرائيلية علناً ودون مواربة. ورغم أن جماعة الإخوان تطلق اتهامات التخوين والعمالة في كل اتجاه، فإنها تضرب اليوم مثالا صارخا في التناقض والتبعية وضرب الأمة.. ولا يختلف عباس كثيرا عن جميع المتشبعين بالفكر الإخواني، بل يختزلهم جميعا ويقدم «نموذجا» واضحا عنهم، فهم تلك الصورة المنقسمة إلى نصفين يفصلهما خيط رفيع بين الخفاء والعلن، نصف يتاجر بفلسطين ونصف ثانٍ يقدمها قربانا من أجل منصب أو سلطة، ويجندون أبواقهم الإعلامية لتشويهها وتأليب الرأي العام ضدها، رغم مساعيها الصادقة لحماية الحق الفلسطيني ووقف الضم الإسرائيلي. وفي الغرف المظلمة، يتفاوضون ويتنازلون بحثاً عن موقع، يبيعون القضايا ويشترون المناصب، غارقين في ذات النشاز القاتل والفصام المستشري بعقول أوهنها التلاعب وأسمنتها المتاجرة والمزايدات بقضايا الأمة. لقد عاش منصور عباس، سليل الإخوان في حضن الفكر الظلامي وصنع أسوأ حدث بتاريخ الجماعة، وقدم للعالم دليلا على أن جميع الخطوط الحمراء التي يضعها التنظيم، التي من بينها التطبيع مع إسرائيل، ليست سوى حواجز وهمية يستثمرها في تحقيق الكسب المالي والسياسي، والمتاجرة بقضايا الأمة.«إخوان صهيون».. لقد انكشف المستور.. وتأكد المؤكد.. إنها الفضيحة الكبرى.. المتاجرة بالقدس والأقصى.. المزايدة بقضايا الأمة والرقص على جثث الفلسطينيين.. فلسفة الإخوان.