أثارت مشاركة «الحركة الإسلامية – الجناح الجنوبي» المنبثقة عن جماعة الإخوان بقيادة منصور عباس، في تحالف لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة استياءً واسعاً في الأوساط الفلسطينية، خصوصاً أن التحالف جاء مع زعيم حركة الاستيطان نفتالي بينيت، ووسط أجواء المواجهات الدامية في غزة. وفي هذا السياق، قال الخبير في الحركات الإسلامية صبرة القاسمي، إن تحالف التنظيم الإخواني مع الحكومة الإسرائيلية المرتقبة، ليس غريباً عن تلك التيارات التي تهدف لمصلحتها فقط وهي الوصول إلى السلطة، معتبراً أن التحالف الذي دشنه الإخواني منصور عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم نفتالي بينيت أحد أكثر الزعماء الإسرائيليين تطرفًا صنع أسوأ حدث، وقدم للعالم دليلاً على أن جميع الخطوط الحمراء التي يضعها التنظيم، والتي من بينها منع التطبيع مع إسرائيل، ليست سوى حواجز وهمية يستثمرها في تحقيق الكسب المالي والسياسي، حين تأتى الفرصة. وأضاف ل«عكاظ»: إن الإخوان المسلمين في إسرائيل المتخفين تحت أسماء من نوعية القائمة العربية الموحدة أو الحركة الإسلامية الجنوبية، يؤكدون مجدداً انتهازية الجماعة وتخليها عن ثوابت القضية الفلسطينية بتحالفهم مع أحزاب إسرائيلية معادية للعرب ولفلسطين، ويوضح حقيقة تنظيم الإخوان الإرهابي المزدوجة التي لا تهتم بقضية أو مبدأ في سبيل تحقيق أي مكاسب. وأضاف أن الأحزاب العربية في الداخل الفلسطيني رغم اشتراكها في العملية الانتخابية الإسرائيلية، إلا أنها لا تتعاطى بشكل إيجابي أو مباشر مع أي حكومة إسرائيلية، إلا أن عباس كسر العرف السائد وتحالف مع أكثر زعماء اليهودية، وفعل ما لم تفعله حتى الأحزاب العربية العلمانية. ولفت القاسمي إلى أنه في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة المصرية إلى إنهاء الخلافات الفلسطينية وإعادة إعمار غزة وتثبيت وقف إطلاق النار تسعى جماعة الإخوان إلى هدم كل ذلك، بل ومهاجمة مصر، واستخدام شعارات القضية الفلسطينية بالتحالف لتأسيس حكومة مع أحد أكثر القيادات اليمينية تطرفاً ضد الحقوق الفلسطينية التاريخية، مؤكداً أن ما فعله إخوان فلسطين الداخل، يعد استمراراً للفكر الإخواني المبني على الزيف والتلاعب بقضايا الأمة، لتحقيق أهداف وأجندات مدمرة للأمة العربية.