ظهر السياسي الإخواني من الأقلية العربية في إسرائيل، منصور عباس، إلى جوار زعيم يهودي من اليمين المتطرف وحلفائه، بعد لحظات من الموافقة على توليه رئاسة الوزراء ومنحه أغلبية حاكمة في البرلمان. وأضحى حزب القائمة العربية الموحدة في الدولة العبرية برئاسة منصور عباس، المنتمي لجماعة الأخوان، أول حزب عربي لفلسطيني الداخل ينضم إلى حكومة إسرائيلية منذ عقود. وساهم ائتلاف بينيت/لابيد الرامي إلى التخلص من بنيامين نتنياهو، في ظهور منصور عباس على المسرح السياسي، بفضل الأغلبية البسيطة التي منحها للأحزاب اليهودية. وقام منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة "الحركة الاسلامية الجنوبية" التي يمثلها أربعة نواب، بتوقيع الاتفاق لتشكيل هذا الائتلاف في خطوة لم يقدم عليها أي حزب عربي من قبل. عباس (47 عاماً)، الذي يعمل طبيب أسنان، نحى جانباً، خلافاته مع نفتالي بينيت، رئيس الوزراء المقبل في الحكومة الجديدة والزعيم السابق لتنظيم كبير للمستوطنات اليهودية، وأحد المدافعين عن ضم معظم الضفة الغربيةالمحتلة، وقال إنه يأمل في تحسين أوضاع المواطنين العرب الذين يشكون من التمييز وإهمال الحكومة. وقال في رسالة إلى أنصاره بعد توقيع اتفاق الائتلاف، إن فصيله قرر الانضمام للحكومة "من أجل تغيير توازن القوى السياسية في البلاد"، بحسب ما نقلته "رويترز" على لسانه، وإنه عندما تتأسس الحكومة على دعم الفصيل العربي، فإنه سيتمكن من التأثير فيها وتحقيق إنجازات للمجتمع العربي. وقال عباس، بحسب "رويترز"، إن اتفاق الائتلاف سيسفر عن ضخ أكثر من 53 مليار شيقل (16 مليار دولار) لتحسين البنية التحتية ومواجهة العنف في المدن العربية. لكنه يواجه انتقادات في الضفة الغربية وفي غزة حيث ينظر لما قام به باعتباره انحيازا لإسرائيل. وينتمي عباس لبلدة المغار القريبة من بحيرة طبرية التي يتألف سكانها من المسلمين والدروز. وحزبه هو الجناح السياسي للفرع الجنوبي من الحركة الإسلامية في إسرائيل التي تأسست عام 1971 وترجع أصولها إلى جماعة الإخوان المسلمين. وقبل إقرار اتفاق الائتلاف طلب عباس موافقة مجلس شورى الحركة الإسلامية. انشق حزب عباس عن التحالف العربي الرئيسي في إسرائيل (القائمة المشتركة) قبل انتخابات 23 مارس، وذلك بعد أن لجأ دون أن يحقق أي نجاح، بالعمل مع نتنياهو وفصائل يمينية أخرى، لتحسين الأوضاع المعيشية للعرب. ويتنقد كثيرون من العرب نهج عباس، ويتساءلون كيف له أن يبرر الانتماء لحكومة تفرض احتلالاً عسكرياً على الفلسطينيين في الضفة، وحصاراً على قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس؟ ولم تعلق القائمة المشتركة التي فازت بستة مقاعد في الانتخابات على قرار عباس المشاركة في الائتلاف. وكان عباس قد أوقف مفاوضات الائتلاف بصفة مؤقتة خلال القتال الذي استمر 11 يوماً بين إسرائيل وحماس في غزة الشهر الماضي. غير أن أريك رودنتزكي من معهد الديمقراطية الإسرائيلي، قال "إن قرار الانضمام للائتلاف يمثل وجهة نظر استراتيجية للأجل الطويل". وأضاف "لن يسحب مثل هذا الخيار الاستراتيجي لمجرد وقوع أحداث عنف.. إذا كان العرب انتظروا 70 عاماً لدخول الحكومة فبإمكانهم تحمل 70 يوماً من العنف مع غزة".