في إطار عنايتها بالشعراء العرب الذين وُلدوا ونشأوا وتربوا على ثرى بلادنا، استعادت وزارة الثقافة تحت ظلال مشروع إحياء التراث العربي عبر مشروع الأعشى عدداً من الأنشطة الأدبية منها (مسرح القصيد) تُعرض فيه قصة معلقة الشاعر الشهيرة (زرقاء اليمامة)، وقصة طسم وجديس، ويتخللها عروض صوتية وضوئية وموسيقى تفاعلية تنقل للزائر قصة حياة الشاعر بأشكال فنية جذابة، إضافة لمتحف الأعشى الذي يعرض محتويات ووثائق حول تاريخ حي منفوحة وأهم المواقع التاريخية فيه، إلى جانب تاريخ الشاعر الأعشى وأهم أشعاره. وتقع منفوحة على جنبات وادي العرض، أشهر أودية اليمامة، وفي قلب الوادي قرى عدة وبلدات متفرقة تمتد من الشمال إلى الجنوب، وفيه أبرز بلدتين، وهما: حَجْر اليمامة، ومنفوحة. وبين الوتر (البطحاء)، والغربي (وادي حنيفة) وجنوب حَجْر اليمامة، تقع منفوحة، وتمثل مضلعاً في المنبسط الذي تقع فيه بالنسبة بين الواديين، ومطابقة لوصف الأعشى في قصائده. وأشار ابن عساكر أن آراء علماء اللغة والجغرافيين تتفق في أصل الاشتقاق لهذه التسمية، فمنفوحة: اسم مفعول من النفح، لوقوعها في مهب الصبا، وعند الحموي أن هذا الاسم مأخوذ من قول زعيم بني حنيفة، عبيد بن ثعلبة، لبني قيس بن ثعلبة، لما طلبوا النزول والجوار حوله، فأجابهم بقوله: ما لي من فضل، غير أني سأنفحكم. وعرف الشاعر الأعشى، (صناجة العرب) المولود في قرية منفوحة، بالقرب من العاصمة الرياض العربية عام 570م بغزارة الشعر، متعدد الأغراض، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر منه شعراً. كان يغني شعره ويترنم به فلقب بصنّاجة العرب، عدّه أبو الفرج الأصفهاني، أحد الأعلام من شعراء الجاهلية، وذهب إلى أنّه تقدّم على سائرهم، وكان لمنفوحة أثر على شعره بما اشتهرت به قريته من أراضٍ خصبة، وزروع ونخيل، ومناخ لطيف طبع أبياته بالعذوبة، ورَقَتْ ورقّت ذائقته بحكم أثر المكان، وسخاء الزمان، وتسامح الإنسان فراج شعره ولاقى قبولاً.من أشهر قصائده الذائعة: ودّعْ هريرة إن الركبَ مرتحلُ وهلْ تطيقُ وداعاً أيها الرجل؟ غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقولٌ عَوَارضها تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِل.